رسم المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماعاته في رام الله على مدى اليومين الماضييْن، الخيارات الفلسطينية للمرحلة المقبلة، والتي تشمل رفض المفاوضات من دون تجميد الاستيطان، والانضمام إلى المنظمات الدولية بصورة تدريجية، والمصالحة مع حركة «حماس»، وإجراء انتخابات عامة لبرلمان المنظمة (المجلس الوطني) والسلطة الفلسطينية، وتعزيز المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة الدولية للاحتلال الإسرائيلي. وقال رئيس المجلس سليم الزعنون ل «الحياة» إن المجلس فوّض الرئيس محمود عباس مواصلة الاتصالات السياسية على قاعدة أن لا مفاوضات مع الاستيطان، ورحّب بالمصالحة مع «حماس»، وشدد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة من التكنوقراط والمستقلين تتولى التحضير لإجراء انتخابات عامة، كما دعا الفصائل والقوى إلى تعزيز المقاومة الشعبية ودعم حركة المقاطعة الدولية للاحتلال واقتصاده ومؤسساته، وشكّل لجنة قانونية لدرس الوضع القانوني لدولة فلسطينية والانتخابات المطلوبة في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن اللجنة ربما تقرر إجراء انتخابات للبرلمان الفلسطيني وليس للمجلس التشريعي. وكان عباس أعلن في كلمته أمام المجلس المركزي أن مكانة فلسطين تغيرت بعد حصولها على اعتراف المنظمة الدولية بصفة دولة مراقب. وقال إن ذلك يتطلب تحويل مؤسسات السلطة إلى مؤسسات دولة، ومنها تحويل المجلس التشريعي إلى برلمان. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس عباس يتجه إلى تشكيل حكومة تدير قطاع غزة والضفة وتحضر للانتخابات المقبلة. وأضافوا إن «حماس» تبدي للمرة الأولى مرونة إزاء تشكيل حكومة تحت إدارة عباس وتتبنى برنامجه السياسي. عقوبات إسرائيلية وأعلنت السلطات الإسرائيلية أمس مزيداً من العقوبات ضد الفلسطينيين نتيجة وقف المفاوضات والمصالحة. وأصدر منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الجنرال يوآف بولي مردخاي أمس قراراً عسكرياً يقضي بتجميد مشاريع البناء الفلسطينية في 60 في المئة من مساحة الضفة المسماة المنطقة «ج». وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن القرار يأتي ضمن رزمة عقوبات على الفلسطينيين عقب المصالحة. ووصف مردخاي البناء الفلسطيني «العشوائي» في الضفة بأنه بناء «استيطاني»، وقال: «من المهم الإشارة إلى أن انتفاضة من البناء غير المرخص يقوم بها الفلسطينيون، لكن من واجبنا نحن أن نطبق القانون على الجميع، بما في ذلك البناء الاستيطاني غير الشرعي في الضفة». إلى ذلك، أقدم مستوطنون من مستوطنة «ايتسهار» أمس على اقتلاع أكثر من 60 شجرة زيتون في منطقة اللحف بحوارة جنوب نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس غسان دغلس إن عدداً من المستوطنين قطع أشجار الزيتون مستخدماً مناشير كهربائية.