أعرب مسؤولون فلسطينيون أمس، عن قلقهم عقب صدور تصريح لمسؤول في البيت الأبيض قال فيه إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتقد أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يجب أن ينحصر في خيار حل الدولتين، معتبرين ذلك دليلاً على نية ترامب إحداث تحول في السياسة الأميركية الخارجية لمصلحة مواقف حكومة اليمين في إسرائيل. وسارع أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات إلى عقد مؤتمر صحافي عقب التصريح حذر فيه من أن انهيار حل الدولتين سيقود إلى «كارثة». وأضاف: «من لا يقبل حل الدولتين سينتهي به الأمر إلى حل الدولة الواحدة». وقال: «دولة ديموقراطية للمسلمين والمسيحيين واليهود». وحذر من أن الفلسطينيين والعالم لن يقبل الخيار الذي تفرضه إسرائيل على الأرض، وهو دولة واحدة تقوم على التمييز العنصري ضد الفلسطينيين. واعتبر أن «حكومة الاحتلال تسعى إلى دفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967، من خلال جملة من الإجراءات والسياسات المتمثلة بتوسيع المستوطنات وسرقة الأرض والموارد والمياه». وأضاف: «كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 1967، وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة، وفي ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته كان مطلوباً منا أن نعترف بدولة إسرائيل على حدود 1967 من مساحة 78 في المئة من فلسطين التاريخية، وقمنا بذلك. الآن 6 ملايين فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، و6 ملايين في المنافي ومخيمات اللجوء». وأضاف: «على رغم ذلك، ما زلنا نتمسك بخيار حل الدولتين وبالمسار السلمي والقانون الدولي، ونقول لجميع من يريد دفن خيار حل الدولتين أو من يريد مساعدة الحكومة الاسرائيلية في دفن خيار حل الدولتين، البديل لن يكون دولة بنظامين». وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان: «إذا ما صدقت التسريبات الصحافية... فهذا يعني نجاحاً أولياً وفورياً لنتانياهو حتى قبل بدء المشاورات مع الرئيس الأميركي وحاشيته، ما من شأنه أن يعزز وضع نتانياهو في تلك المحادثات». وأعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أمس، أن «هذه ليست سياسة مسؤولة، ولا تخدم قضية السلام». وأضافت أن الإدارة الأميركية الجديدة «تسعى إلى إرضاء ائتلاف نتانياهو الحكومي المتطرف». من جهته، اعتبر الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم، أن الموقف الأميركي «تأكيد أن ما يسمى عملية السلام وهم... وأن الدور الأميركي مخادع هدفه تثبيت أركان الكيان الصهيوني مع طمس كل حقوق الشعب الفلسطيني او تصفية كل حقوقه، وهذا يحتاج إلى إعادة تقويم كل المسار السياسي للقضية الفلسطينية والشروع في اعتماد استراتيجية وطنية فلسطينية ترتكز إلى برنامج المقاومة من أجل استعادة حقوق شعبنا المسلوبة». مساعدو ترامب يعتقدون أن نتانياهو «أهان» الرئيس القدسالمحتلة - وكالة سما - قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن معلومات وصلتها مفادها بأن مسؤولين في البيت الأبيض طلبوا أخيراً تقريراً مفصلاً عن كل التحقيقات التي تجرى ضد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو المشتبه به في أربع ملفات فساد، «لمعرفة إن كان من يقف أمام ترامب هو زعيم في حال احتضار سياسي أم هو زعيم يمكن عقد صفقات معه». وأضافت أن المسؤولين فحصوا ما صرح به نتانياهو أمام أعضاء مجلسه الوزاري المصغر بأنه «يجب أخذ شخصية ترامب في الاعتبار»، ورأوا فيه «إهانة للرئيس». فياض مواطن أميركي نيويورك – «الحياة» - قال ديبلوماسي عربي في الأممالمتحدة إن رفض الولاياتالمتحدة ترشيح رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض لمنصب أممي «يعني أن الإدارة الأميركية تطبق مبدأ إسرائيل أولاً، وليس أميركا أولاً»، في إشارة الى أن فياض يحمل الجنسية الأميركية. وأضاف أن فياض مواطن أميركي من أصل فلسطيني، «لكن الرفض الأميركي له بسبب أنه فلسطيني، يعني أن شعار أميركا أولاً الذي رفعه الرئيس دونالد ترامب تم تجاهله لمصلحة إسرائيل أولاً». وقالت مصادر مقربة من سلام فياض أمس، إن الموقف الأميركي ضد ترشيحه لتولي رئاسة بعثة الأممالمتحدة في ليبيا هو «إنكار للحق في الفرص المتساوية، وتمييز ضد الفلسطينيين». وقال السفير الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور إن رفض الولاياتالمتحدة ترشيح فياض هو «عمل مهين واستفزازي للفلسطينيين جميعاً لأن الترشيح رفض لمجرد أن فياض فلسطيني».