حذرت ألمانيا من أن استمرار إسرائيل في الاستيطان يمكن أن يقوض جهود إعادة إطلاق محادثات السلام مع الفلسطينيين، فيما أكدت تل أبيب عدم قدرة الفلسطينيين منع الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب من نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الإثنين، قبل اجتماع مع وزراء خارجية أوروبيين في بروكسل: «يجب أن تكون إرادة الأطراف هي خلق نتائج، تعني إن بوسع إسرائيل وفلسطين التعايش سلمياً في الشرق الأوسط». وتابع: «الجميع يعرف أن الوضع الأمني في إسرائيل جزء من هذا، و(يدرك) بالطريقة ذاتها حقيقة أن أساس هذه المفاوضات يجب ألا يقوضه بناء المستوطنات. هذا صعب لكن ليس هناك بديل». في غضون ذلك، أكد وزير التعاون الإقليمي تساحي هنيغبي، من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أن الفلسطينيين لا يملكون أي وسيلة لمنع دونالد ترامب من نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذر مراراً من أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ستترتب عليه «آثار مدمرة على عملية السلام، وخيار حل الدولتين، وأمن المنطقة واستقرارها». وتزايدت التحذيرات أخيراً من نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإمكان أن يؤدي هذا إلى تعزيز التوترات في الشرق الأوسط والقضاء على ما تبقى من إمكان للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال هنغبي: «ما الذي يمكنهم القيام به؟»، مؤكداً: «لن يكون هناك أي عواقب». وعين ترامب ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان سفيراً إلى إسرائيل. وقال فريدمان إنه يريد العمل من أجل السلام «من السفارة الأميركية في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل». والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت إسرائيل القدسالشرقية وضمتها عام 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وضمنه الولاياتالمتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدسالشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة. وهدد مسؤولون فلسطينيون بسحب اعترافهم بإسرائيل، إلا أن هنغبي أكد أن ذلك سيكون بمثابة انتحار. وقلل هنغبي أيضاً من شأن تحذيرات من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة نتيجة لذلك، وقال: «هذا ليس تهديداً، إنهم يؤذون أنفسهم». وأضاف: «لا أعتقد أنه من مصلحة أبو مازن ذلك، ولا أعتقد أن الفلسطينيين يرغبون بانتفاضة أخرى». وأكد الوزير أنه لا يعتقد أن دولاً أخرى ستقوم بنقل سفاراتها إلى القدس في حال قيام الولاياتالمتحدة بذلك. وتابع: «هذا قرار يعكس العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة». وكرس مؤتمر باريس للسلام، الذي عقد الأحد وشدد على حل الدولتين، الفجوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبات الطرفان ينتظران بحذر تولي دونالد ترامب مهماته الجمعة لمعرفة حقيقة توجهاته، خصوصاً أنه سبق وأعرب عن مواقف مؤيدة جداً لإسرائيل. وقبل أيام من توليه السلطة في البيت الأبيض، أكد ترامب في مقابلة مع صحيفتي «بيلد» الألمانية و «التايمز» البريطانية أنه «يتم إعطاء الكثير للفلسطينيين». وقال الرئيس الأميركي المنتخب: «المشكلة لدي التي تجعل التفاوض على (اتفاق سلام فلسطيني- إسرائيلي) قضية أصعب هي أنه يتم إعطاء الكثير للفلسطينيين». إلى ذلك، قلل الرئيس باراك أوباما من تداعيات امتناع بلاده عن التصويت على قرار للأمم المتحدة الشهر الماضي يطالب بإنهاء الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، قائلاً إن هذا لم يسبب كسراً كبيراً في العلاقات مع إسرائيل. وتوترت العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل أثناء فترة حكم أوباما على مدار ثماني سنوات، ووصلت إلى مستوى منخفض الشهر الماضي عندما تحدت واشنطن ضغوطاً من حليفتها إسرائيل والرئيس المنتخب دونالد ترامب ورفضت استخدام حق النقض ضد قرار الأممالمتحدة رقم الذي صدر في 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وبعد التصويت وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخطوة الأميركية بأنها «مخزية» واتهم إدارة أوباما بالتواطؤ مع الفلسطينيين في تحرك الأممالمتحدة ضد المستوطنات التي تعتبرها معظم دول العالم غير شرعية وتصفها أيضا واشنطن بأنها غير شرعية. ونفى البيت الأبيض ذلك الاتهام. وقال أوباما في مقابلة مع برنامج «ستون دقيقة» على محطة «سي بي إس» التلفزيونية يوم الأحد «لا أعتقد أن هذا سبب تمزقاً كبيراً في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل». وأضاف أوباما: «إذا كنت تقول إن نتانياهو غضب، فإنه غضب مراراً خلال رئاستي». وقال أوباما، الذي يترك منصبه يوم الجمعة، إن المستوطنات الإسرائيلية جعلت من الصعب تخيل إقامة دولة فلسطينية كما جاء في حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.