بعد أيام على كشف كيليان كونواي، مستشارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قوله خلال تجمعات خاصة إنه يعتزم نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، أعلن فريقه تعيين مستشاره خلال الحملة الانتخابية ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة لدى الدولة العبرية، وهو أحد أكثر السياسيين الأميركيين تشدداً في تأييده الاستيطان. كما عين ترامب المحللة مونيكا كراولي مديرة للاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي. وقد شاعت لها تغريدة على «تويتر» العام الماضي وهي تقف بجانب جدار برلين وتشيد ببنائه. وفريدمان، وهو محامٍ لقضايا الإفلاس، يرتبط بعلاقة وثيقة مع جاريد كوشنر، صهر ترامب، الذي يريد تولي منصب مبعوث الولاياتالمتحدة للشرق الأوسط، ومع ابنة ترامب إيفانكا، ويُعتبر أيضاً من المقربين من البليونير الأميركي شيلدون إديلسون، الصديق الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وهو سارع فور تسريب نبأ ترشيحه للمنصب إلى تأكيد أنه سيعمل بلا كلل من أجل «تعزيز علاقة غير قابلة للانفصام بين بلدينا ودفع قضية السلام في المنطقة، ونتطلع إلى تنفيذ ذلك من السفارة الأميركية في العاصمة الأبدية لإسرائيل... القدس»، ما يكسر خط السياسة الأميركية الخارجية، ويهدد بإثارة غضب العالم الإسلامي. وخلال حملته الرئاسية تعهد ترامب بنقل السفارة من تل أبيب، حيث مقرها منذ 68 سنة، على غرار بقية سفارات الدول الأخرى، إلى القدس، ما يرسخ تقريباً المدينة عاصمة لإسرائيل بغض النظر عن الاعتراضات الدولية، علماً أن الولاياتالمتحدة والقوى الأخرى لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك بضم إسرائيل القدسالشرقية العربية بعد الاستيلاء عليها في حرب عام 1967. لكن مسؤولين في فريقه الانتقالي أشاروا أمس، إلى أنه «من المبكر جداً» إعلان ترامب متى سيفي بهذا الوعد المثير للجدل، وقال مستشاره جيسون ميلر: «ما زال الرئيس المنتخب ملتزماً بشدة بهذه الخطوة. أما التحدث عن مزيد من التفاصيل فأمر سابق لأوانه قبل أكثر من شهر من موعد تولي ترامب السلطة في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. لكن الخبير الأميركي ديفيد شور أكد ل «الحياة»، أن قرار نقل السفارة ليس بهذه السهولة، وسيتطلب قراراً رئاسياً وموافقة من وزير الخارجية الذي يتوقع أن يكون ريكس تيليرسون الذي يُؤْمِن بحل الدولتين. ورأى شور أن خطوة ترامب «تهدف إلى إرضاء اليمين المتشدد الذي دعمه خلال الحملة. وقد تكون بديلاً من تعيين السفير السابق لدى الأممالمتحدة والمتشدد أيضاً، جون بولتون نائباً لوزير الخارجية». واعترضت مجموعات يهودية أميركية معتدلة مثل «جاي ستريت» على ترشيح فريدمان للمنصب، «كونه يتجاوز الخطوط الأميركية التقليدية للسلام». وقال ترامب في بيان أصدره أمس: «فريدمان صديق منذ فترة طويلة ومستشار أثق به. علاقاته القوية في إسرائيل تشكل ركيزة مهمته الديبلوماسية، وستوفر رصيداً هائلاً لبلدنا في إطار سعينا إلى تعزيز العلاقات مع حلفائنا وتحقيق السلام في الشرق الأوسط». وشدد ترامب على أنه سيدعم إسرائيل في مجالات بالغة الأهمية، ولن يضغط عليها للدخول في محادثات مع الفلسطينيين. وفي حفلة أقامها في القدس أنصار ترامب عشية انتخابات الرئاسة الأميركية، قال فريدمان إنه «في حال وجود إدارة لترامب فهي لن تضغط أبداً على إسرائيل من أجل تنفيذ حل الدولتين، أو أي حل آخر ضد رغبات الشعب الإسرائيلي». ويُعتبر فريدمان يمينياً متطرفاً في قضايا بناء المستوطنات الإسرائيلية، ودافع عن ضم الضفة الغربية التي استولت عليها إسرائيل من الأردن في حرب 1967، كما يعارض حل الدولتين. وقال جيسون ميلر مستشار ترامب إن الرئيس «لا يزال ملتزما بشدة» هذه الخطوة. وأضاف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن المزيد من التفاصيل «ستكون سابقة لأوانها... ليس لدينا ذلك بعد».