رجّح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، خلال زيارته العراق، أن تتمكّن القوات العراقية من طرد مسلحي تنظيم «داعش» من المدن العراقية هذا العام، فيما شهدت أحياء الجانب الشرقي من مدينة الموصل هدوءاً نسبياً بعد وقوع سلسلة تفجيرات أخيراً وعمليات قصف من قبل التنظيم. ويخيم القلق والتوتر على سكان الأحياء الشرقية من المدينة وسط صعوبات تواجهها القوات المكلفة تأمين الأرض في القبض على عناصر «الخلايا النائمة» التابعة للتنظيم والتي تشن هجمات مباغتة لإشغال الجيش عن خوض معركة حاسمة لاقتحام الجانب الغربي من المدينة. وأعرب فالون غداة وصوله إلى مدينة أربيل في أعقاب محادثات أجراها في بغداد، عن سعادته «لقرب انطلاق معركة غرب الموصل، بعد تحرير جانبها الشرقي». وقال: «يصعب توقع مدة نهاية داعش، لكن نتوقع أن يتم طرده من المدن الرئيسة في العراق قبل نهاية العام الجاري». وكشف فالون أن القوات البريطانية «قصفت 300 هدف في مدينة الموصل وما حولها، كما قدمت الدعم والتدريب والاستشارات ل 40 ألف جندي عراقي، بينهم سبعة آلاف من عناصر قوات البيشمركة الكردية». وختم قائلاً إن حكومة بلاده «خصصت 30 مليون دولار لإعادة أعمار المناطق المحررة في الموصل». وأجرى الوزير البريطاني محادثات في شأن الحرب على «داعش» مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، أكد خلالها استمرار بريطانيا في «دعم قوات البيشمركة من خلال المساعدات والتدريب». ميدانياً، قال مصدر أمني ل «الحياة» إن «أحياء الجانب الشرقي من الموصل بدت هادئة مع عودة الحياة إلى طبيعتها، باستثناء وقوع بعض الخروقات البسيطة، وتم السيطرة على الوضع من قبل الجيش والشرطة بعد يوم من وقوع خمسة تفجيرات استهدفت أسواقاً وتجمعات للمدنيين». وأضافت المصادر أن «قنبلة أسقطتها طائرة مسيّرة للتنظيم على سوق في حي الميثاق، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين». من جانبها، أعلنت «قيادة عمليات نينوى» أن «طائرات التحالف الدولي استهدفت مواقع استراتيجية لداعش في الساحل الغربي، ما أدى إلى مقتل عدد من قيادات التنظيم البارزة، بعضهم يحمل جنسيات عربية، فضلاً عن تدمير مخازن أسلحة وصواريخ ومتفجرات في منطقة الإصلاح الزراعي، ومعامل دوائية للتنظيم في صحة نينوى». وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان عن «تدمير جرافة وعجلة ملغومة بواسطة صواريخ الكورنيت، إثر رصدها عبر طائرة مسيرة في منطقة اللزاكة جنوب الموصل». وحذر النائب عن نينوى محمد عبد ربعة من «غياب إجراءات أمنية فعلية ومؤثرة على أرض الواقع في ظل الافتقار إلى معلومات استخباراتية، فيما ظلت خلايا داعش تنشط بين جانبي المدينة محاولة القيام بعمليات وهجمات لتوتير الأوضاع». وفي المحور الغربي أعلن القائد في قوات «الحشد الشعبي» اللواء سجاد الأسدي في بيان أمس أن «قوة من اللواءين 11 و45 التابعين للحشد الشعبي وبإسناد طيران الجيش العراقي نفذت عملية استباقية في مناطق خربة الجحش والشريعة الشمالية والجنوبية غرب الموصل، أسفرت عن مقتل 20 داعشياً وتدمير آليتين تحملان أسلحة». وأعلن خليل شفان مسؤول المكتب الإعلامي في قيادة قوات البيشمركة في قضاء سنجار غرب المدينة، عن «استهداف البيشمركة ثلاثة مواقع تابعة لداعش في قرية رامبوسي وتلسقف»، مؤكداً «رصد تحركات الإرهابيين في منطقتي البعاج والبليج، ومحاولاتهم الفرار تجاه الحدود السورية».