شنّت السلطات الألمانية حملة واسعة في ولاية هيسيه (غرب) أمس، لمطاردة مشبوهين بالارهاب وشارك فيها 1100 عنصر من الشرطة، دهموا نحو 54 موقعاً بينها منازل ومساجد ومقار شركات في فرانكفورت ومدن أخرى في الولاية. وأوقف 16 مشبوهاً من بينهم طالب لجوء تونسي يُشتبه في انتمائهم ل «مجموعة إرهابية أجنبية»، وضلوعهم بالتحضير لتنفيذ هجمات في ألمانيا. وأعلنت السلطات الألمانية أن التونسي «ملاحق في بلاده» للاشتباه بتورطه في هجوم على متحف باردو في العام 2015 وآخر في مدينة بن قردان الحدودية (مع ليبيا) في العام التالي. وأوردت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن التونسي المعتقل يُدعى «هيكل س.»، وأنه معروف لدى الأجهزة كسلفي متشدد، لكن مصادر رسمية تونسية نفت وجود هذا الاسم في لوائح المتهمين في ملفي هجومي باردو أو بن قردان، ما يثير شكوكاً حول حمل الموقوف مستندات مزورة. وشكل هذا التضارب تكراراً لحوادث سابقة رفضت فيها السلطات التونسية الاعتراف بمشبوهين أو تسلمهم قبل الاطلاع بدقة على ملفاتهم، في حين أعلنت نيابة هيسيه في بيان أن المشبوه (36 سنة) ملاحق في تونس في إطار «تحقيق حول مشاركته في التخطيط والتنفيذ في الاعتداء على متحف باردو في 18 آذار (مارس) 2015 والهجوم في بن قردان الحدودية في مطلع آذار 2016»، واتهمته بتجنيد مسلحين لحساب «داعش» وإنشاء شبكة إرهابية خططت لشن هجمات. وأعلن الادعاء العام في فرانكفورت أن التونسي اعتقل في آب (أغسطس) الماضي، لصدور حكم ضده في العام 2008 بعد إدانته في قضية إيذاء جسدي. واحتُجز تمهيداً لترحيله إلى تونس، لكن عملية الترحيل لم تكتمل بسبب عدم إرسال السلطات التونسية الأوراق المطلوبة. وقال المدعي العام إنه تم إطلاق سراح «هيكل» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وبقي منذ ذلك الحين تحت المراقبة. وقال وزير داخلية ولاية هيسيه بيتر بويت إنه لم يكن هناك خطر وشيك، «لكن سلطات الأمن في هيسيه تدخلت مبكراً لحماية المواطنين من خطر التعرض لأذى». وكان التونسي المعتقل يعيش في ألمانيا بين عامي 2003 و2013، ثم دخلها بعد ذلك في آب (أغسطس) 2015 طالباً اللجوء بعد مرور 5 أشهر على هجوم باردو حيث قُتل 21 سائحاً وحارس أمن تونسي. أتى ذلك غداة توقيف 3 أشخاص (21 و31 و45 سنة) مساء الثلثاء، في برلين للاشتباه بأنهم «كانوا يخططون للالتحاق بمناطق حرب» في إشارة إلى سورية والعراق. وأكدت شرطة برلين أن الموقوفين الثلاثة كانوا يذهبون إلى مسجد سلفي كان يزوره بانتظام التونسي أنيس العامري منفذ الاعتداء الذي أوقع 12 قتيلاً صدماً بشاحنة في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2016 في سوق لعيد الميلاد في برلين. كذلك دان القضاء الألماني أفغانياً عرّفه باسم وجيد س. في ال28 في العمر بتهمة القتال مع حركة «طالبان»، وانتهاك قوانين التزود بأسلحة. في أذربيجان، قتلت الشرطة خلال عملية خاصة نفذتها، 4 مشبوهين بإعداد مخطط ارهابي لحساب «متشددين في الخارج»، وأعلنت اعتقال مشبوه خامس.