صعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقاداته إجراءات الهجرة التي وضعها نظيره الأميركي دونالد ترامب، وتتضمن حظراً موقتاً على سفر الإيرانيين للولايات المتحدة، واتهمه ب «إزاحة الستار عن سياسة النفاق الأميركية، وعرض كل محتواها»، فيما أكدت حكومته تنفيذ تجربة صاروخية جديدة استدعت عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة لمناقشة معارضة التجربة للاتفاق النووي المبرم مع الغرب. ووصف روحاني في كلمة القاها بمناسبة «اليوم الوطني للتقنية الفضائية»، الرئيس الأميركي بأنه «مبتدئ في السياسة»، معتبراً أن «غير المتمرسين بالسياسة ودخلوها أخيراً سيلحقون الضرر بأنفسهم والباقين، قبل أن يدركو ما يحدث في العالم»، في إشارة واضحة إلى القرارات التي اتخذها ترامب منذ دخوله البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وزاد: «هذا الرجل من نوع خاص، وأزاح الستار عن سياسة النفاق للولايات المتحدة التي ترفع شعار مناهضة التمييز في العالم وتقول إن عهده انقضى، في وقت يظهر تصرفها الأخير الخاطئ أنها تدعي الاهتمام بحقوق الانسان لكنها تنتهكها فعلياً». وتساءل روحاني «كيف ترفض الولاياتالمتحدة تأشيرات دخول منحتها سفاراتها وتمّ ختمها وتوقيعها في جوازات السفر، في وقت تزعم التزام تعهداتها»، معتبراً أن هذا الأمر «ينتهك كل القوانين الدولية». إلى ذلك طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية الاستراتيجية التابعة للمرشد الايراني كمال خرازي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب «إعطاء دروس للرئيس الأميركي في شأن العلاقات الثقافية مع العالم الإسلامي وحوار الحضارات، وتحذيره من أخطار القرارات التي يتخذها». وتنتظر الأوساط الإيرانية زيارة الرئيس روحاني لموسكو قريباً، ومناقشتهما كل التطورات وبينها تلك المتعلقة بآلية التعاطي مع الإدارة الأميركية الجديدة. وتؤيد روسيا الحليفة موقف إيران من أن التجارب الصاروخية «تندرج في إطار البرامج التي تملكها إيران، علماً أن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان علّق على التجربة الصاروخية الأخيرة بأنها «لا تتعارض مع الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن رقم 2231، وتنسجم مع الخطط التي تهدف إلي إنتاج معدات عسكرية للدفاع عن الأهداف الوطنية». وزاد: «لا نسمح لأي أجنبي بالتدخل في برامجنا الدفاعية». ووقع 220 نائباً علي عريضة تدعم التجارب الصاروخية التي تنفذها القوات المسلحة، وتطالب بمواصلتها «من أجل خدمة الأمن الوطني بلا الاستجابة للضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة والكيان الإسرائيلي». وعلّق الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي علي اجتماع مجلس الأمن لمناقشه البرامج الصاروخية الإيرانية، بأن «بعض الأميركيين يبحثون، بدوافع سياسية وبهدف إثارة الضجيج الإعلامي، عن ذرائع للتخلص من الضغوط الدولية للقرار غير الموزون الخاص بحظر دخول من لديهم تأشيرات قانونية للولايات المتحدة، أو للتهرب من المسؤولية الملقاة على أميركا في تنفيذ تعهداتها الكاملة إزاء الاتفاق النووي، لكن النص الصريح لقرار مجلس الأمن رقم 2231 لا يسمح لأحد بتمرير مثل هذه الذرائع» .