غرقت وزارات وشركات عملاقة في السعودية، في وحل فايروس «شمعون» في نسخته الثانية، الذي يعد الأكثر خطورة في عالم تقنية المعلومات، في حين أن البريد الإلكتروني هو جهة الاستقبال الرئيسة لهذا الفايروس. وتكمن خطورة «شمعون»، بحسب الخبير في تقنية المعلومات محمد السريعي، في مسح جميع بيانات الأجهزة وملفات المعلومات، التي لا يمكن استرجاعها مرة أخرى. وقال السريعي ل«الحياة»: «إن النسخة الجديدة المطورة من فايروس «شمعون2»، أكثر خطورة من سابقتها، إذ إنه يستخدم في الهجمات الإلكترونية المنظمة، التي تعرضت لها جهات حكومية ومنشآت حيوية عدة، وتسبب في عطل لآلاف الأجهزة أول من أمس، وسبق له أن اخترق أنظمة شركة «أرامكو» عام 2012». وأكد أن خطورة فايروس «شمعون» المطور تكمن في اختراق الأجهزة الخاصة بموظفي الوزارات والشركات الحكومية في وقت غير محدد، من طريق تحميل الملفات المرفقة بالبريد الإلكتروني، وينشط في وقت مبرمج ومتزامن في جميع الأجهزة ليدمرها ويمسح ما بها من معلومات وبيانات، مشيراً إلى أن خطورته تتمحور في محو سجلات الإقلاع الرئيسة، الخاصة ببدء العمل، ومسح جميع البيانات الموجودة في ذاكرة الأجهزة. وأردف قائلاً: «مصدر الفايروس مجهول حتى الآن، وهو من خارج السعودية، وأسهم في تعطل أنظمة عدد من الشركات والوزارات الحكومية». ورأى السريعي أن التصدي لمثل هذه الهجمات الإلكترونية، وخصوصاً في ما يتعلق بالفايروسات التي تنقل عبر تحميل الملفات المرفقة، يتمثل بتحديث وتقوية برامج الحماية في الأجهزة الإلكترونية وعدم فتح رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل ومجهولة المصدر وتحميل المرفقات. وزاد: «على رغم خطورة فايروس «شمعون» فإن برامج الحماية ضد الفايروسات تستطيع اكتشافه وتعطي تحذيرات في الوقت ذاته»، منوهاً بأهمية وجود نسخ احتياط لبيانات الوزارات الحكومية، غير الموجودة في المواقع الإلكترونية ولا سيما أن استعادة البيانات مرة أخرى من الأجهزة التي دمرها فايروس «شمعون» صعب للغاية وغير ممكن. يذكر أن هجوماً إلكترونياً نفذ أول من أمس، استهدف هيئات ومؤسسات حكومية وخاصة عدة، عبر فايروس «شمعون2»، عطّل مئات من أجهزة الحاسب في الوزرات والشركات المستهدفة، ويعد هذا الهجوم الثاني للفايروس نفسه، بعد أن تعرضت شركة أرامكو السعودية، لهجمات مماثلة عام 2012. وأوضح المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل أن الوزارة وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) تعرضتا لهجوم إلكتروني، وتم التنسيق مع المركز الوطني للأمن الإلكتروني في وزارة الداخلية، لاحتواء انتشار الفايروس. واتّخذت الوزارة و«هدف» كل الاحتياطات المعلوماتية، للتأكد من سلامة أنظمتهما، وعدم وجود أية أضرار تنتج على خلفية ذلك، عبر اتباع التدابير اللازمة، والإجراءات التقنية لحماية كل قواعد البيانات. وأشار إلى أن تأثير الهجوم انحصر في بعض الصفحات الإلكترونية في مواقع الإنترنت، وبعض الأجهزة الطرفية للمستخدمين، وعدم تأثر كل قواعد البيانات المتعلقة ببيانات عملاء الوزارة و«هدف» من الهجوم الإلكتروني، مؤكداً أن الخدمات الإلكترونية لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية و«هدف»، ستعود في شكل تدريجي وطبيعي خلال الفترة المقبلة.