ابدت القوى السياسية العراقية امس ترحيبها بمبادرة الملك عبد اللة بعقد اجتماع موسع في الرياض يجمع قادة القوى السياسية العراقية بعد عيد الاضحى لمناقشة ازمة تشكيل الحكومة , فيما ربط البعض نجاح المبادرة بموافقة جميع الاحزاب السياسية بالمشاركة من جهة وتقديم تنازلات سياسية من جهة ثانية. ورحب ائتلاف "العراقية" بزعامة اياد علاوي بمبادرة الملك عبد الله معتبرا انها مبادرة ضرورية في المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق وتاتي في وقت تواجه القوى السياسية العراقية مأزقا كبيرا يتمثل في الفشل في تشكيل الحكومة الجديدة على الرغم من مرور اكثر من ثمانية اشهر على اجراء الانتخابات. وقال الناطق بأسم "العراقية جمال البطيخ القريب من علاوي ل "الحياة" ان " الوضع السياسي الحالي في البلاد يمر بأزمة خطيرة متمثلة بالفشل في تشكيل عراقية تعكس الارداة الانتخابية ما يتطلب مبادرات ايجابية سواء من المحيط العربي والاقليمي لحلحلة الوضع الراهن". ووصف البطيخ "مبادرة الملك عبد الله بالضرورية التي من شانها تذليل العقبات التي تواجه الفرقاء السياسيين", مشيرا الى ان "المبادرة تعد مبادرة عربية مهمة سيما من قبل دولة مثل السعودية التي لها ثقل عربي واقليمي كبيرين", متوقعا ان تكون المبادرة فاتحة خير للمضي قدما في تشكيل الحكومة الجديدة ووقف الفراغ السياسي في البلاد". من جهته رحب "المجلس الاعلى الاسلامي" بزعامة عمار الحكيم بدوة الملك عبد الله معتبرا انها مبادرة ايجابية سيما وانها ستجري تحت مضلة الجامعة العربية. وقال القيادي في "المجلس الاعلى" محمد مهدي البياتي ان "اي مبادرة عربية من شانها حلحلة الاوضاع الساسية في البلاد هي مبادرة مرحب بها", مشيرا الى ان " قيام دولة عربية مثل السعودية بمبادرة جديدة خطوة الى الامام وان المجلس العلى سيلبي الدعوة اذ ما وجهت اليه الدعوة لحضور الاجتماع في الرياض". وربط البياتي "نجاح المبادرة بمدى استجابة القوى السياسية لها ومدى استعداد القادة العراقيين على تغيير مواقفهم المتصلبة سيما ون المفاوضات بين القوى السياسية تواصلت اشهرا وتخللتها العديد من المبادرات لكن لم تتوصل الى نتيجة". وأوضح عضو المجلس النواب عن القائمة العراقية عبدالخضر مهدي الطاهر، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقادة العراقيين، هي دعوة كريمة والرياض استطاعت أن تحل الكثير من المعضلات والمشاكل العربية بمبادراتها الخيرة. وقال عبد الخضر في اتصال هاتفي ل"الحياة":" أن القائمة العراقية التي يترأسها الدكتور إياد علاوي جاهزة لقبول دعوة خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أنها دعوة لا ترد، لاسيما وأنه ينظر إلى محتوى الدعوة خصوصا وأن هدفها إصلاح ذات البين وإيجاد حل للمشكلة العراقية"، مشيرا إلى أن قائمته "ضد الحلول الخارجية التي تأتي من خارج محيط الأسرة العربية الواحدة". وأشار عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية إلى أن قائمته حريصة على علاقاتها العربية، وقال:"نأمل من جميع الكتل السياسية في العراق، أن يبقوا على دولتهم بمحيطها العربي، ونحن نتطلع إلى عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد في أذار (مارس) المقبل، فيجب ان يكون للملكة بثقلها الكبير هذا الدور الاساسي". وعن قبول الفرقاء العراقيين لدعوة خادم الحرمين الشريفين، قال عبدالخضر: "لا أريد أن استبق الاحداث أو أعبر عن وجهات نظر أخوة عراقيين، ونتمنى منهم تلبية تلك الدعوة لأنها صادرة بحسن نية". واعتبر القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري القريب من رئيس الوزراء ان " موقف دولة القانون من مبادرة الملك عبد اللة يحدد من خلال اجتماع تعقده الكتلة خلال اليومين المقبلين". واضاف العسكري في تصريح الى "الحياة" مساء امس" ان "موقفي الشخصي بعيدا عن موقف حزب الدعوة او دولة القانون هو ان السعودية غير مؤهله للعب مثل هذا الدور الذي يحتاج الى طرف حيادي".واشار الى ان "السعودية خلال الفترة الماضية لم يكن لها موقف بهذا المستوى اضافة الى موقفها السلبي من دولة القانون ومن شخص رئيس الوزراء خاصة ولم تظهر خلال الفترة الماضية عبر سلوكياتها حرصها على احترام ارادة العراق ومصلحته", مشدد على ان "العراق لا يحتاج الى طائف جديد". وقال القيادي في "التحالف الكردستاني" محمود عثمان ل"الحياة" ان دعوة العاهل السعودي للاطراف السياسية العراقية الى الاجتماع في السعودة كانت "مفاجئة وجديدة" وتوقع ان تقوم جيمع الكتل البرلمانية بدراستها خلال الايام المقبلة واضاف "قد تضغط هذه الدعوة على الكتل وتجعلها تقدم التنازلات السريعة ولكن سيكون هناك اجتماع للبرلمان قبل عيد الاضحى واذا فشلنا مرة اخرى في الاتفاق على تقاسم الرئاسات الثلاث ربما نذهب الى الرياض" واشار عثمان الى ان كتلتة "التحالف الكردستاني" ستدرس دعوة العاهل السعودي جيد وتصدر موقفها الرسمي بعد المشاورة مع الكتل الاخرى". ورحبت "التوافق العراقي" بمبادرة العاهل السعودي , وقال المستشار الاعلامي لرئاسة "التوافق" عمر المشهداني ل "الحياة" ان "العراق يحتاج حاليا الى هذا النوع من التدخل الايجابي من الدول الاقليمية وخصوصا العربية والاسلامية الشقيقة". واضاف ان "نعتقد بان المحفل العربي وتحت مضلة الجامعة العربية قادرة على احتواء الازمة العراقية الراهنة المتمثلة في الفشل في تشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور شهور على اجراء الانتخابات", موكدا ان " التوافق ستلبي الدعوة والمشاركة في الاجتماع". وعلمت "الحياة" من مصادر عراقية رفضت ذكر اسمها، أن كتل سياسية عراقية قررت عقد اجتماعات عاجلة اليوم (الأحد) لمناقشة المبادرة والمضي قدما على ضوء نتائج تلك الاجتماعات