وصل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إلى القاهرة أمس على رأس وفد من الحركة للقاء مسؤولين في الاستخبارات المصرية، للبحث في ملفي المصالحة الفلسطينية وتأمين الحدود بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، ومنع أي إمدادات بالسلاح أو دعم لوجستي لمسلحي تنظيم «داعش» في شمال سيناء. وتأتي زيارة وفد «حماس» إلى مصر وسط توتر مستمر منذ سنوات في العلاقات بين القاهرة و «الحركة» المحسوبة على جماعة «الإخوان المسلمين»، واتهامات للحركة الفلسطينية بتقديم دعم لجماعات إرهابية تشن هجمات ضد قوات الأمن المصرية، آخرها ما كشفت عنه التحقيقات في قضية تنظيم «حسم»، عن تدريب عشرات من أفراد الحركة في السودان بإشراف مقاتلين من كتائب «عز الدين القسام»، وهي اتهامات دأبت «حماس» على نفيها. وكان في استقبال هنية لدى وصوله الى مطار القاهرة قادماً من الدوحة ضباط في الاستخبارات. ووفق مسؤول مصري سابق، فإن القاهرة تسعى لتحسين تأمين الحدود بين غزةوالقاهرة، عبر بذل حركة «حماس» مزيداً من الجهد، في الجانب الفلسطيني، لمنع أي تعاون أو تواصل بين «داعش» في سيناء والسلفيين الجهاديين في غزة، الذين يناصرون «داعش» في الغالب. وأوضح أن كشف فرع «داعش» في سيناء في الآونة الأخيرة مقتل فلسطينيين بين صفوفه في الأراضي المصرية، عبر صفحات مؤيدة للتنظيم المتطرف ونشر صورهم وأسمائهم، هدفهما «النكاية» في حركة «حماس» لاستهدافها بعض عناصر «السلفية الجهادية» في غزة، وعرقلة أي تعاون أمني مع مصر لوقف التواصل بين المسلحين عبر الحدود. وأشار المصدر إلى أن مصر تطالب «حماس» بتسليم أشخاص محددين لتورطهم في هجمات، وهذا الملف مثار جدل بين الطرفين، علماً بأن «حماس» أبدت تعاوناً مع مصر في الآونة الأخيرة في مسألة ضبط الحدود. واعتبر أن استقبال مسؤولي الاستخبارات وفداً رفيعاً من «حماس» دليل على «تقدم» أحرز في تلك المسألة. وتوقع المصدر أن تطرح «حماس» على المسؤولين المصريين مسألة تسهيل فتح معبر رفح لضمان عبور سلس بين الجانبين، ولفت الى أن مصر مهتمة بإنجاز تقدم في ملف «المصالحة الفلسطينية»، وهي قضية ستكون مطروحة للنقاش مع وفد الحركة.