أكدت متخصصة سعودية في مجال القيادة ضرورة «تحدي العقبات وممارسة القيادة بصورة سليمة»، من أجل تمكين الفتيات من القيادة التي تختلف كلياً عن الإدارة، منوهة إلى أهمية «تخطي العقبات وتربية الأجيال على القيادة الإيجابية، والتمييز بينها وبين التسلط». وقالت الفائزة بجائزة «الأمير محمد بن فهد للقيادية الشابة» غادة الغنيم، خلال ورشة عمل نظمها مركز «الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة»، بعنوان «القائد في زمن التحديات»: «إن القيادة ربما تكون صفة مكتسبة، وقد تولد داخل الإنسان، والأفضل العمل على ممارستها منذ بداية النشأة، من أجل معرفة أن القيادة ليست تسلطاً أو سيطرة وإنما قدرة على التأثير، فالهدف هو كسر الحاجز من العالم الخارجي في التعاملات المنوعة، وإعطاؤهن فرصة للتعريف بما يدور بداخلهن، بأسلوب وحنكة بعيدين عن «التعصب والتشدد في الرأي». وأضافت الغنيم خلال المحاضرة التي شارك فيها 130 متدربة، أن «تحفيز المشاركات على التفاعل كشف عن حب الفتيات في التعبير عن رأيهن، إلا أن مجموعة تحديات مجتمعية قد تعيق التعبير عن الرأي، وهذا الأمر يعود إلى عدم غرس المفهوم القيادي في التربية الأسرية»، مضيفة أنه «عندما يتعود الطفل على حرية التعبير بأسلوب معين، ويكون قادراً على إيصال رسالته، ينشأ لديه حبّ القيادة، ويمارسها بأسلوب صحيح وبصورة إيجابية، أما من تعوّد على الإدارة فهذا الأمر يختلف كلياً»، لافتة إلى «فرق بين القياديّ والمدير». وذكرت أن «الفرق يتضح أكثر عند من لديه سمات قيادية في شخصيته»، لافتة إلى أن «القيادة فن توجيه الأفراد لاتباع تعليمات وتوجيهات من دون أية ضغوط. كما تعتبر القيادة عملية متداخلة ومترابطة، ويكون القائد فيها عنصراً ملهماً للمجموعة، لمساعدتهم في تحقيق هدف أو مشروع مع المحافظة على تماسك أعضاء الفريق، وخلال ذلك يتمكن الفرد من تحفيز أفراد المجموعة للوصول إلى الهدف، كما تعد القيادة عملية وضع رؤية وتحفيز وتوجيه الآخرين للوصول إلى الهدف». بدورها أوضحت المدير التنفيذي للصندوق أفنان البابطين أن البرنامج يهدف إلى «نشر ثقافة القيادة من خلال اكتشافها بداخل الفتيات ليصبحن قادرات على التأثير، لاعتبار القيادة إحدى سمات الأجيال الناشئة، فهناك من يكون قائداً ناشئاً وآخر قائد موارد بشرية، وهناك قائد ديبلوماسي وقائد رمزي، فلكل منهم سمات معينة، وخلال البرنامج تمكنت الحاضرات من الحصول على تصنيفات لسمة القيادة». واستطاعت المتدربات التعرف على التحديات التي تواجه القياديين، وسط التأكيد على مجموعة نصائح من أجل التمكين في فن القيادة «مثل قول لا أستطيع تفويض المهام لأحد، لا أحد باستطاعته إتمام المهمة بالشكل الذي أقوم به، تغيير هدف المشروع في منتصف المشروع، ترك المشروع أو المخططات الإدارية والفنية من دون أهداف». واختُتم البرنامج بالتأكيد على أهمية القيادة والصفات الواجب توافرها في أدق المواقف للشخص القيادي، كي يكون ممارساً جيداً يستطيع تخريج أجيال قادرة على إيصال الصورة إلى أصحابها، من خلال قدرته على التأثير وإحداث التغيير.