أطلق مركز الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة، مقهى يهدف إلى تطوير قدرات القياديات، من خلال استضافة شخصيات «مهمة»، واستشاريين في قضايا اجتماعية، لتبادل أطراف الحديث، وتحويله إلى حوار فكري «هادف»، يتناول قضايا مختلفة ذات صلة بالمجتمع. وأوضحت مشرفة المركز أفنان البابطين ل «الحياة» أن فكرة «مقهى القادة»، نابعة من أهمية الفكر الشبابي «ما له وما عليه من تأثير مجتمعي»، مبينة أن المقهى يتناول قضايا مختلفة. وأفادت أن الفائزة في الخطب الفكاهية بهيسة العربي، أثرت أول لقاء عقده المقهى بحوار غاص في أعماق كثير من القضايا والمسائل الاجتماعية بطريقة غير تقليدية حفلت بأجواء بهيجة، بعيداً عن الملل وروتين الجدية المفرطة، وجاء الحوار شبابياً محضاً وجرى في الحديث بكل مرونة وسلاسة، إذ تحدثت بهيسة عن تجربتها مع الخطب الفكاهية، وأهمية إشراك الشباب في المجالات كافة، لزيادة الثروة المعرفية لديهم، حتى يمتلكوا مخزوناً فكرياً رفيعاً. وفي لقائه الثاني الذي عقده الأسبوع الماضي، استضاف المقهى الاستشارية النفسية الأسرية فائقة الإدريسي، التي نظمت جلسة بحث بعنوان «عقبات شكلت حياتي»، تبادلت من خلالها أطراف الحديث مع الفتيات، واستمعت إلى مطالبهن، لمعرفة التحديات التي يعتبرنها «عقبات». ولفتت البابطين، إلى أن الإدريسي وجهت الحاضرات إلى أهمية تكوين دائرة من الأشخاص المحفزين والإيجابيين لحل المشكلات التي تواجه الإنسان، والأهم هو الابتعاد عن التراجع واليأس، والتحلي بالشجاعة والحكمة والصبر والثبات. وأوضحت مشرفة مركز الأمير محمد بن فهد لإعداد القيادات الشابة أن المقهى يُنظم أربع مرات خلال العام، وفي كل مرة يتم بحث قضايا تهم فئة الشباب، وتابعت: «نسعى لعرض جميع الأدوار المختلفة لقادة المجتمع، لتعم الفائدة كل الذين يحضرون الفعاليات، خلال ساعة واحدة بالاستمتاع والإفادة من خبراتهم ضمن القطاع الذي يمثلونه، لتعزيز ثقافة الحوار، وتحفيز الفتيات بعرض مهاراتهن، وإفساح المجال لهن في التحدث، إضافة إلى تبادل الخبرة والمعرفة». وأفصحت عن أن خطط المقهى المستقبلية، تتطلع إلى إفساح المجال للفتيات للكشف عن إبداعاتهن، وتحديد مواطن القوة والضعف في شخصياتهن، وزادت: «لأن هدفنا هو تنمية الشخصية، ليصبحن قياديات قادرات على مواجهة التحديات، واستيعاب متطلبات المرحلة المجتمعية المقبلة، فنحن نقدم نوعاً واحداً من القهوة، أي قضية حوارية واحدة بنكهة ممتعة، ممزوجة بالفائدة، تنبئ عن مستقبل شبابي واعد، قادر على تحمل المسؤولية، متفهم للمطلوب، وقادر على حمل المعطيات وتحليلها». ولفتت البابطين إلى أهم القيم والمفاهيم التي يركز عليها المركز، مشيرة إلى أنه خلال المداخلات وتبادل الأحاديث «يرصد المركز أبرز المقترحات لتؤخذ في الاعتبار في المشاريع المقبلة، إذ نضع بناءً عليها الخطط والبرامج، لصقل المهارات، وتمكين الفتيات السعوديات من التنمية المُستدامة، والتطوير، ونشر ثقافة القيادة، ورفع مستواها لدى المجتمع، خصوصاً أننا نشهد قفزات متسارعة، لدعم المرأة، ونريد جيلاً مؤثراً قادراً على تحقيق الإنجازات».