بدأت بوادر الارتباك والقلق تتزايد بين الأوساط البحرينية، خوفاً من تسلل فايروس «كورونا» المفاجئ إليها، بعد تزايد أعداد المصابين في بعض مناطق السعودية يوماً تلو الآخر، والاشتباه ال «يتيم» في المنطقة الشرقية، إلا أن ذلك لم يبدد المخاوف، في ظل كثافة حركة المسافرين إلى البحرين خلال الفترة الماضية. وأعلنت وزارة الصحة البحرينية عزمها جعل صافرة البداية وانطلاقة العمل الفعلي، وعلى أرض الواقع ب «الإجراءات الاحترازية الوقائية»، تزامناً مع ظهور أول حالة تصاب بالفايروس في البحرين، رغم الخطورة التي قد تطالها هذه الفترة، من دون إرسال تحذيرات، أو الإعلان عن طرق سلامة لتفادي الإصابة بالمرض، على أقلّ تقدير. وألمحت الوزارة إلى أن هذا التخوّف الذي جعلها «تكتّف أيديها»، وتنتظر سقوط أول حالة مصابة بالفايروس، لم يُولد من فراغ، إذ إن ل «القرب الإقليمي دور مهم»، في ظل زيادة المسافرين بين السعودية والبحرين، ما يساعد على انتشار حالات العدوى ويرجح ظهور حالات إصابة، ويدفعها لإعلان حال «التأهّب» مباشرة. وقال رئيس العلاقات العامة في وزارة الصحة البحرينية حامد المرواني في تصريح إلى «الحياة»: «إن هناك تخوفاً بلا شك، من انتقال فايروس «كورونا» إلى البحرين من طريق العدوى، بعد أن بدأت الحالات في تزايد، في بعض مناطق السعودية، إذ تم الإعلان عنها مباشرة، وذلك أمر سبق تكراره في بعض الفايروسات التي ظهرت فجأة، وسرعان ما اختفت، لتعود من جديد». وعزا المرواني السبب في التخوّف من انتقال العدوى وانتشاره في هذا الوقت بالذات، رغم ظهور أكثر من أربعة فايروسات فتّاكة في السعودية، في الأعوام الماضية، إلى كثافة المسافرين المتنقلين من السعودية إلى البحرين والعكس في الفترة الحالية، موضحاً أن المسافة التي بين البحرينوالخبر تعادل نصف ساعة، ما يجعل التنقل أمراً هيّناً. وانتهت وزارة الصحة البحرية أخيراً، من وضع خطة احترازية لتأمين الإجراءات الوقائية التي تمنع انتشار الفايروس وانتقال العدوى، ولفت المرواني إلى أنه سيتم العمل بها حال ظهور أي حالة إصابة بالفايروس، نافياً وجود إصابات أو ظهور حالات اشتباه بين المواطنين والمقيمين والسيّاح في البحرين. وأوضح أن الخطة الاحترازية لتأمين الإجراءات الوقائية لمنع انتشار الفايروس والعدوى التي تم العمل عليها، سيتم تطبيقها في الأماكن العامة التي تشهد التجمعات الشبابيّة والعوائل من السياح، إضافة إلى أماكن التنزّه والمجمعات التجارية، وذلك سيكون حال تسجيل أول حالة انتقال عدوى تسجلها الوزارة في البحرين. ونفى التساهل في التعامل مع المواشي والجمال المستوردة من الخارج، وذلك بعدم تطبيق الإجراءات الصحيّة والفحوصات اللازمة، موضحاً أن المواشي لا يتم إنزالها إلى البحرين إلا بعد فحصها من طبيب بيطري، لافتاً إلى أنه يتم التوثيق منه بصلاحية استخدامها للاستخدام البشري، ويتم فحصها من الدولة المستوردة وفي البحرين. وحول دعوة السعودية للاستعانة باختصاصين وخبراء للإسهام في الحدّ من انتشار العدوى وإسقاط المزيد من الحالات، يرى أن انتشار الفايروس في السعودية يسهّل انتشاره لدول الخليج. وقال: «إننا مستعدون للإسهام مع السعودية، لو تمت دعوتنا للعمل على الحدّ من الفايروس، سواءً بوضع خطط، أم العمل على إجراء دراسات، أو إرسال مختصين وكفاءات».