أطلقت مدارس في المنطقة الشرقية حملات لنشر الوعي حول فايروس «كورونا»، بعد مرور أشهر من الإعلان عن آخر حالة إصابة بالمرض في المنطقة، التي سجلت الموجات الأولى من المصابين والمتوفين إثر إصابتهم بالفايروس قبل نحو عام، وبخاصة في محافظة الأحساء، إلا أن ظهور حالات أخرى في محافظة جدة (غرب السعودية) دفع «تربية الشرقية» إلى تكثيف جهودها التوعوية في المدارس. وقال المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس ل «الحياة»: «ننسق جهودنا التوعوية مع «صحة الشرقية» والوحدة الصحية المدرسية التي بدورها تسهم في تعريف المدارس بالإجراءات الوقائية الاحترازية». وبيّن الدكتور المديرس أن هذا «إجراء متبع في حال انتشار الأمراض»، مضيفاً «نتابع الأوضاع في المدارس، وفي حال ظهور حالات اشتباه يتم التنسيق مع الشؤون الصحية فوراً». وتسعى الحملات التوعوية إلى التعريف بأعراض المرض، أهمية الإبلاغ عنه، وطرق الوقاية منه، فيما باشرت مجموعة من الطالبات بإطلاق «تغريدات» في «تويتر»، تحوي طرق الوقاية من الفايروس، خصوصاً بعد حدوث حالات وفاة بين الأطباء المعالجين في محافظة جدة. وقالت الطالبة منى الدوسري ل «الحياة»: «إن الفايروس أصبح ينتشر في مناطق السعودية، فبعد أن كان قبل نحو عام في شرقها، ظهر لاحقاً في مناطق الوسط، واليوم سُجل مصابون ومتوفون في الغرب، ما يحتم معرفة طرق الوقاية منه، وبخاصة بين طلبة المدارس»، مضيفة «اقترحنا على مرشدة الطالبات في المدرسة دعم فكرتنا من الإدارة المدرسية، وحصلنا على موافقة الوحدة الصحية المدرسية، من أجل تعميم الفكرة على المدارس». من جهتها، قالت زميلتها فايزة الرويلي: «وظفنا مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة في بث الوعي، ونشرنا التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، وشرحنا طرق الوقاية من المرض، والابتعاد عن الحالات المُشتبه فيها، وأهمية لبس الكمامة، وغسل اليدين عند مخالطة حالات التهاب الجهاز التنفسي، مع الالتزام بالإرشادات والنصائح التوعوية التي تصدرها الوزارة»، لافتة إلى أن فايروس «كورونا» لا يزال غامضاً على مستوى العالم، ولا توجد معلومات مؤكدة عن طرق انتقاله، كما لا يوجد لقاح أو علاج خاص به. بدورها، أوضحت مرشدة الطالبات سعاد الخالدي ل «الحياة» أن «البرامج الصحية التوعوية تنفذ بصورة مستمرة في المدارس، وهذه تعتبر ضمن قائمة الأنشطة»، مضيفة «شرحنا للطالبات أهم أعراض وعلامات المرض التي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، وسعال وضيق في التنفس، وانخفاض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، مع وجود علامات التهاب رئوي». وأفاد الخالدي بأنه «لم تعرف إلى الآن فترة حضانة فايروس «كورونا»، مشيرة إلى أسباب طرق نقل العدوى التي تكون عادة من طريق «استنشاق الرذاذ المتطاير من المريض، أو مخالطته مباشرة خصوصاً عند كلامه أو سعاله أو عطاسه، أو من طريق لمس أدواته، أو السطح الملوث بإفرازاته». وكانت بعض المدارس في المنطقة الشرقية وضعت إرشادات «توعوية» للطالبات، بالتزامن مع حلول فصل الصيف الذي تزداد فيه حالات الإصابة، إذ أشارت نورة العتيبي (مديرة مدرسة أهلية) إلى «أنه في حال ظهور علامات مرضية وأعراض تشبه أعراض الزكام، يفضل إبلاغ الطالب بعدم الحضور إلى المدرسة، وإحضار تقرير طبي»، لافتة إلى أن هذه التعليمات صادرة من الإدارة العامة للتربية والتعليم «حرصاً منها على مصلحة الطلبة، فيما يتم التواصل بصورة مستمرة مع الوحدة الصحية التي تزودنا بأهم التعاميم التي تتعلق بالفايروس، أو أي مرض قد ينتشر في المدارس، لأخذ الحيطة والحذر، وتفعيل سبل الوقاية».