حذرت فرنسا من أن مشروع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس قد تكون له «عواقب خطيرة»، ودعت الى «ضرورة إعادة وضع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على الأجندة الدولية» معتبرة ان «حل الدولتين هو هدف الأسرة الدولية للمستقبل». ونبه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، في تصريح إلى القناة الفرنسية الثالثة الأحد إلى أن مشروع ترامب بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس قد تكون له «عواقب خطيرة». وقال آيرولت، على هامش مؤتمر دولي في باريس حول النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين: «اعتقد أنه سيستحيل على (ترامب) القيام بذلك. حين يكون المرء رئيساً للولايات المتحدة لا يمكن ان يكون موقفه حاسماً وأحادياً إلى هذا الحد بالنسبة الى قضية مماثلة، ويجب السعي إلى تأمين ظروف السلام». وتعكس هذه التصريحات قلق المجتمع الدولي حيال إستراتيجية ترامب في شأن الملف الإسرائيلي الفلسطيني. وكان آيرولت تحدث خلال الجلسة الصباحية للمؤتمر وحدد الأهداف الثلاثة التي سينص عليها البيان الختامي وفي طليعتها «الإلحاح على أن حل الدولتين هو الوحيد الممكن والوحيد الكفيل بالرد على تطلعات الطرفين» الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف ان «الهدف الثاني هو المساعدة على انشاء الظروف المواتية لإعادة التفاوض وتحديد اساليب عمل للأسابيع والأشهر المقبلة لمواصلة التعبئة وإعادة فتح الأفق السياسي». وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكد في خطاب ألقاه امام المشاركين في مؤتمر باريس أمس ضرورة وضع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على الأجندة الدولية التي غيبتها عنها اوضاع المنطقة» مشيراً الى ان حل الدولتين ليس حلماً من الأمس انما هو هدف الأسرة الدولية للمستقبل». ولفت هولاند الى ان المبادرة التي اطلقتها فرنسا قبل عام كانت بمثابة «إنذار، لأن حل الدولتين يبدو مهدداً مادياً بسبب تسارع التوطين وسياسياً بسبب تضاؤل مؤيدي السلام، وانعدام الثقة بين الطرفين وتهديد الإرهاب». وأضاف ان الحروب في المنطقة ومواجهة داعش ولّدت الاعتقاد بأنه من غير الملح الاهتمام بمسيرة السلام التي يمكن ان تنتظر، لكنه تساءل «كيف يمكن للشرق الأوسط ان يستعيد استقراره ان لم يحل اقدم مشكلاته؟» ورأى هولاند أن قرار مجلس الأمن الأخير اعاد تأكيد الدعم الدولي لحل الدولتين، وكذلك خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لافتاً الى ان هذا الحل لا يزال موضع تأييد واسع في المنطقة والعالم. ورفض هولاند «إملاء المواقف على الأطراف كما لمح البعض»، ذلك في اشارة الى المواقف الإسرائيلية وشدد على ان المفاوضات المباشرة وحدها يمكن ان تؤدي الى حل. وتابع انه «من الضروري وضع قضية الشرق الأوسط على الأجندة الدولية، وطالب الأسرة الدولية بإعادة التذكير بواجبها على صعيد السلام وحقوق الشعوب، بما في ذلك السلام لأسرائيل والفلسطينيين» من دون ان يحدد كيفية اعادة هذه القضية على الأجندة الدولية. وتطرق هولاند الى تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهمات منصبه بعد ايام بالقول «ان ادارة جديدة ستتولى السلطة في واشنطن بعد 20 عاماً على اتفاقية اوسلو، وإن «الجميع يفهم الرهان وضرورة تجنب الارتجال او السعي الى قلب الأوضاع». واختتم هولاند بالقول ان على الأسرة الدولية ان تفكر بأفضل السبل لمواكبة حل الدولتين «الوحيد الممكن لأحلال الأمن والسلام».