أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الخميس) وضع حد مع مفعول آني لنظام خاص مطبق منذ عقود يقضي بمنح إقامة للمهاجرين الكوبيين الذين يصلون إلى الأراضي الأميركية بصورة غير شرعية. وبعد عامين على القرار التاريخي بالتقارب بين البلدين، يأتي إلغاء هذا النظام الخاص استجابة لمطلب قديم للنظام الشيوعي في هافانا الذي كان يرى فيه تشجيعاً لمواطنيه على الهجرة. وقال أوباما في بيان «اليوم، تجتاز الولاياتالمتحدة مراحل مهمة لتطبيع علاقاتها مع كوبا (...) من خلال وضع حد لسياستها المعروفة باسم الأقدام الجافة، الأقدام المبللة، المعمول بها منذ أكثر من 20 عاماً والتي صممت لحقبة مختلفة». وتابع البيان «باتخاذنا هذه الخطوة، فإننا نعامل المهاجرين الكوبيين بالطريقة نفسها التي نعامل بها المهاجرين من دول أخرى». من جهتها تعهدت السلطات الكوبية القبول بعودة الكوبيين الذين سيتم إبعادهم من الأراضي الأميركية مثلما كانت تفعل حتى الآن بالنسبة للأشخاص الذين يتم اعتراضهم في البحر. وهذا القرار الذي أعلن قبل ثمانية أيام من خروج باراك أوباما من البيت الأبيض، هو محطة جديدة هامة في عملية التقارب بين واشنطن وهافانا التي أعلن عنها في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2014 وأثارت مفاجأة كبرى. ويندرج أيضاً في سياق سعي الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته إلى تثبيت هذا التقارب الذي أثار خلفه الجمهوري دونالد ترامب شكوكاً في شأنه. وفي نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، هدد رجل الأعمال في رسالة على «تويتر» بوقف آلية تطبيع العلاقات مع كوبا التي تعتبر اختراقاً ديبلوماسياً كبيراً لأوباما، إذا لم تقدم هافانا المزيد من التنازلات على صعيد حقوق الإنسان أو الانفتاح على اقتصاد السوق.