تكشفت ملامح المرحلة الثانية من الحملة العسكرية لاستعادة الموصل التي دخلت يومها الثالث أمس، إذ انخرطت قوات «الشرطة الاتحادية» في القتال داخل أحياء الموصل الشرقية للمرة الأولى، فيما كثّفت الطائرات الأميركية الضخمة (بي 52) غاراتها على معاقل «داعش» في المدينة، تمهيداً لمشاركة طائرات «الأباتشي» في المعركة. وأفضت هذه التطورات إلى تقدم لافت للقوات العراقية التي التقت وحدتان منها في شرق الموصل لتتقدما معاً باتجاه نهر دجلة. وانعكس زخم المرحلة الثانية من المعركة على تنظيم «داعش»، إذ أبلغت مصادر أمنية «الحياة» أن معلومات استخباراتية سجّلت أول محاولة فرار لعناصر التنظيم نحو سورية عبر بلدة تل عبطة، بعدما كان التنظيم يرسل في السابق التعزيزات إلى الموصل من الجانب السوري، في مؤشر إلى أن التنظيم يشعر بحراجة الموقف. وأعلن قائد عمليات الموصل الفريق عبد الأمير رشيد يار الله في بيان أمس، أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير حي القدس الثانية في المحور الشرقي». وأضاف أن «القطعات رفعت العلم العراقي فوق مباني الحي بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات». وأوضح أن «قطعات الجيش في المحور الشمالي تمكنت من تحرير منطقة العركوب شمال حي الحدباء التابع لمدينة الموصل»، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه. وأعلنت قوات الشرطة الاتحادية قتل ثلاثة قياديين في «داعش» في أحد أحياء الموصل وهم «أبو خطاب وأبو ياسين ومعاوية»، وأضافت أن قواتها «أجلت مئات من العوائل النازحة من حي الانتصار وقرية شهرزاد» ونقلتها إلى مخيمات النازحين. ولفتت إلى أنها قتلت 25 عنصراً من «داعش» خلال تقدمها في أحياء سومر وجديدة المفتي في الساحل الأيسر للموصل، وأكدت أنها «تواصل تقدمها وتخوض حرب مدن فضلاً عن أنها تصطاد الإرهابيين بالتنسيق مع الإسناد الجوي». وهذه المرة الأولى التي تشترك فيها قوات الشرطة الاتحادية في المعارك داخل الموصل، بعدما كان القتال يقتصر هناك على قوات مكافحة الإرهاب التي تعرضت لحرب استنزاف طيلة الشهر الماضي وأُجبرت على وقف القتال موقتاً بهدف إعادة تنظيم الخطط العسكرية. وأفضى اجتماع عقد بين عسكريين أميركيين وعراقيين الأسبوع الماضي إلى تغيير في الخطط تضمن إشراك قوات الشرطة الاتحادية في معارك شرق الموصل بعدما كانت مكلفة اختراق الجانب الأيمن من المدينة عبر بلدة حمام العليل، لكنها فشلت في تحقيق ذلك لتقرر الحكومة سحبها لتقديم الإسناد إلى قوات مكافحة الإرهاب التي استثمرت ذلك عبر الهجوم على أحياء جديدة وترك مهمة مسك الأرض وإجلاء السكان في عهدة الشرطة. إلى ذلك، أبلغ ضابط كبير في الجيش شرق الموصل «الحياة» أن تقارير استخباراتية أعدت بالتنسيق مع «التحالف الدولي» سجّلت أول محاولة فرار لمسلحي «داعش» من الموصل إلى سورية بعدما كان التنظيم يحصل على تعزيزات من الجانب السوري. وأوضح أن «داعش حاول فتح معبر له في غرب نينوى عبر طريق تل عبطة للوصول إلى سورية في مؤشر إلى احتمال انسحابه إلى الأراضي السورية بعد اشتداد الضغط عليه في الموصل»، لافتاً إلى أن «المعلومات الاستخباراتية كانت حتى الشهر الماضي تشير إلى أن تعزيزات عسكرية تأتي من الرقة عبر بلدة البعاج وصولاً إلى تلعفر والساحل الغربي للموصل». وأضاف أن «طيران التحالف الدولي وبالتنسيق مع قوات الأمن العراقية تصدى لرتل طويل على طريق تل عبطة وأباده في شكل كامل، فيما انسحب المتبقون إلى معاقلهم في المنطقة المحصورة بين الموصل وتلعفر». وأفادت مصادر أمنية بأن طائرات (بي 52) الأميركية العملاقة قصفت في شكل مكثف مزارع حي الحدباء شمال الموصل لتمهد الطريق أمام قوات الأمن العراقية لاقتحام منطقتي الحدباء والكفاءات الثانية شمال الموصل، وأضافت أن مدفعية الجيش الأميركي شاركت في قصف معاقل «داعش» في الجبهة الشمالية، وسط معلومات تشير إلى قرب استخدام طائرات الأباتشي الأميركية في المعركة. في بغداد قتل 27 شخصاً وجرح عشرات في تفجيرين نفذهما انتحاريان استهدفا سوق السنك صباح أمس، وتبنى «داعش» التفجيرين، فيما أغلقت قوات الشرطة منطقة الكرادة أمام حركة السيارات خشية تعرضها لهجمات إرهابية في ليلة رأس السنة حيث يتوافد آلاف العراقيين إلى المنطقة للاحتفال في الشوارع.