أكدت قوات الشرطة الاتحادية أنها باتت على بعد بضعة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يجري وسط الموصل، فيما رجح مسؤول أمني محلي حصول «مفاجآت» في الخطط العسكرية لمصلحة الجيش. وتهاجم قوات مشتركة من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب «داعش» في الموصل من ثلاثة محاور للسيطرة على الجانب الأيسر من المدينة والوصول وعزل مسلحي التنظيم في الجانب الأيمن، متوقعة معارك أشد ضراوة في المرحلة الأخيرة من طرد التنظيم من أهم معاقله في العراق. ونقلت «خلية الإعلام الحربي» عن قائد الشرطة الاتحادية اللواء رائد شاكر جودت قوله إن «قطعاتنا حررت حي الانتصار في المحور الجنوبي الشرقي، بعد توغلها في العمق وتمكنت أيضاً من تطهير الطريق إلى منطقة كوكجلي، وواصلت وقتلت 10 إرهابيين، ودمرت عربة مفخخة، وأسقطت طائرة مسيرة في منطقة يارمجة الشرقية». ولفت إلى أن «القوات اقتربت إلى نحو 3 كيلومترات من ضفة دجلة، وأصبحت مواقع الإرهابيين تحت مرمى مدفعيتنا، ونعمل على تحرير أحياء سومر ودوميز والصحة ضمن القاطع»، وأكد «قتل قيادي في داعش يدعى أحمد». إلى ذلك، أعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله أن «قوات الشرطة الاتحادية حررت حي الانتصار، جنوب شرقي المدينة، بعد ساعات على تحرير جهاز مكافحة الإرهاب حي الكرامة بالكامل». وأعلن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «سلاح الجو العراقي دمر معامل لتفخيخ العربات ومستودعاً للأسلحة في حي الجزائر»، في حين أكد مصدر عسكري أن «طائرات التحالف قصفت مجدداً الجسرين الرابع والخامس، فضلاً عن قصف الجسر العتيق بصاروخ ارتجاجي للمرة الثانية، لمنع التنظيم من نقل الإمدادات والعربات المفخخة من الجانب الأيمن إلى الأيسر». وفي المحور الشمالي، أعلنت قيادة الفرقة السادسة عشرة «عن توجيه ضربات مدفعية موجعة إلى مواقع داعش الإرهابي في أحياء العربي والحدباء والكندي». وحول تقييمه العمليات العسكرية، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد إبراهيم ل «الحياة» إن «المرحلة الثانية وما شهدته من تغيير في الخطط سرعت تحرير المناطق، بعد تفعيل المحور الجنوبي، حيث الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع والنخبة التي تمكنت من السيطرة على مواقع إستراتيجية وتمكنت من تطهير حي السلام الذي منيت فيه القوات ببعض الإخفاقات». وأضاف أن «المحور الشمالي لقطعات الفرقة 16 شهد تقدماً للقوات بعد تحرير قرية السادة والاتجاه إلى حي الحدباء الذي شهد في السابق توقفاً بسبب عدم امتلاك هذه القوات الخبرة القتالية في المدن وحرب الشوارع، وقد خلق تفعيل هذه المحاور بعد تكثيف طائرات التحالف غاراتها إرباكاً وتشتتاً في صفوف دفاعات التنظيم وتنقلاته». وشدد على أن «جهاز مكافحة الإرهاب أنجز ملاحم بطولية في أحياء القدس الأول والثاني، والكرامة في المحور الجنوبي الشرقي، وأمّن الطريق الرابط بين حي الانتصار وقرية كوكجلي من الجهة الشرقية، وإذا استمرت العمليات على هذه الوتيرة يرجح أن نشهد مفاجآت في الخطط العسكرية، لكننا حذرون ومن الخطأ إعطاء تحديد مدد زمنية للتحرير سواء للسيطرة على الساحل الأيسر أو كل الموصل، والمفاجآت قائمة». وعزا توقف المحور الغربي لقوات «الحشد الشعبي» إلى «إتمام المهمات التي كلف بها في السيطرة على مساحات شاسعة ومحددة، لا تشمل قضاء تلعفر».