عززت القوات العراقية في الموصل موقفها بانتزاع أحياء أخرى من «داعش» والسيطرة على طريق «إستراتيجي» خلال معارك ضارية خاضتها لاستعادة الجانب الأيسر من المدينة الموصل، وأكد قائد عسكري قتل العشرات من مسلحي التنظيم وتدمير عدد كبير من العربات المفخخة، فيما استعادت الشرطة الاتحادية زخمها وتوغلت في أحياء عدة، بعدما فشلت في الوصول إلى الضفة الشرقية لدجلة. وكان الجيش أعلن، بعد ثلاثة أيام من استئنافه العمليات، السيطرة على أحياء القدس الأول والثاني ومنطقة العركوب، وتفعيل المحورين الشمالي والجنوب الشرقي في إطار تعديلات خضعت لها خططه بعد تعثر تقدمه لنحو أسبوعين. وأعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله أن «قطعات فرقة الرد السريع التابعة لقوات الشرطة الاتحادية حررت أحياء يونس السبعاوي ويافا بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات وسيطرت على الطريق 60». وأضاف أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب حررت حي الكرامة الجنوبي، واشتبكت مع عصابات داعش الإرهابية، بإسناد من طائرات التحالف، وفجرت سيارتين مفخختين خلال عملية التوغل». وأكدت خلية الإعلام الحربي «قتل 20 إرهابياً في قصف جوي استهدفهم في حي الكرامة». إلى ذلك، أفادت قيادة الشرطة الاتحادية بأن قواتها «سيطرت على طريق 60 الإستراتيجي الذي يفصل بين حيي يونس السبعاوي والانتصار»، وقال الفريق رائد شاكر إن «قوات الشرطة الاتحادية قتلت 15 داعشياً بينهم القيادي الإرهابي المكنى أبوحمزة خلال تطهير الشارع في حي الانتصار». وكانت الشرطة الاتحادية أخفقت في الوصول إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة، ما أجبرها على وقف تقدمها نحو شهر إلى حين تلقيها تعزيزات إضافية. وقال ضابط كبير في الفرقة التاسعة إن «حي الانتصار بات تحت السيطرة بعد معارك عنيفة خضناها وقتلنا خلالها أكثر من 20 إرهابياً، في حين تواصل القطعات الأخرى القتال في أحياء السلام ويارمجة وشيماء، بعد أن حررت المنطقة 112 في حي سومر». وفي المحور الشمالي الذي حققت فيه الفرقة 16 أول من أمس بعض المكاسب بعد سيطرتها على منطقة العركوب، شمال حي الحدباء، ما زالت بطيئة التقدم، وذكرت المصادر أن قائد العمليات نجم الجبوري «كلف شخصياً الإشراف على المحور». يأتي ذلك في وقت أفادت وسائل إعلام محلية بأن «رئيس الوزراء حيدر العبادي وجه بمنع القادة العسكريين في معركة الموصل من الإدلاء بأي تصريح لمدة 72ساعة. وشدد خلال اجتماعه مع المشرفين على عملية الموصل في مقر قيادة العمليات المشتركة في بغداد على أن العمليات العسكرية دخلت مرحلة الحسم وتسير وفق ما هو مخطط لها، فقواتنا البطلة تقاتل داخل الموصل حالياً بمعنويات عالية وبروح الانتصار، والعدو يشهد انهياراً وانكساراً». من جهة أخرى، أعلنت هيئة «الحشد الشعبي» في بيان أن قواتها «نفذت عملية نوعية مشتركة مع الشرطة الاتحادية في قرية شكرن، غرب الموصل، انتهت بتحريرها بالكامل، وقتلت عدداً كبيراً من عناصر داعش».