تعاني الأرملة أم منيرة «موضي البيشي» من قسوة الحياة وقلة الحيلة، ومستقبل يلوح لها بالتشرد. تكالبت عليها الهموم والمسؤوليات فوق عاتقها هي وبناتها الثلاث بعد طلب الهيئة العامة للاستثمار إخلاء سكنها في موعد أقصاه شعبان من العام الحالي. وتتساءل أم منيرة والألم يعتصرها: «أين أذهب وبناتي؟ لا يوجد لدي سكن يؤويني»، وتعبّر عما يؤرقها: «أنا خائفة على بناتي، أريد بيتاً يضمهم بعد وفاتي». وتوضح الأرملة مأساتها: «توفي زوجي منذ عام وثمانية أشهر، وراتبه التقاعدي من هيئة الاستثمار لا يكاد يفي بمتطلبات معيشتي وبناتي. فالكبرى مطلقة، أما الوسطى والصغرى فتدرسان، وجميعهن في حاجة إلى مصاريف كثيرة من الأكل والشرب والملبس، هذا غير مصاريف البيت والفواتير والمواصلات». وتستطرد أم منيرة بحرقة وهي شاردة الذهن: «على رغم ما أعانيه من آلام الروماتيزم وخفقان في القلب إلا أني أعمل في صنع القهوة لمعلمات المدرسة القريبة من بيتي، حتى أزيد من دخلي ولا أُعرّض بناتي لطلب السؤال من الآخرين»، لافتة إلى أن المبلغ التي تتقاضاه منهن يتراوح بين 800 و1000 ريال شهرياً من العام الدراسي، في حين لا يتوافر لها هذا المبلغ خلال العطل المدرسية. وتتابع: «أصبح السكن الذي أعيش فيه منذ 19 عاماً مهجوراً وفق قرار هيئة الاستثمار بإخلائه، فجميع السكان الذين كانوا في الأمس يقطنون فيه أخلوه عداي وجارتي التي تعاني مثلي، فهي أرملة ومهددة بالطرد أيضاً، ولديها ثلاثة أولاد وبنت، الأكبر لا يعمل (عاطل)، واثنان يدرسان، أما الأوسط فهو الوحيد الذي شغل وظيفة أبيه - رحمه الله - لدى الهيئة العامة للاستثمار، لكن الراتب الذي يأخذه وقدره 6 آلاف ريال معظمه يذهب إلى سداد القروض المكبلة به، فلا يتبقى منه سوى 800 ريال فقط». «الحياة» التقت أم منيرة أثناء عودتها من السوق بسيارة أجرة تحمل غسالة جديدة، «أعيش مع الخوف كل يوم، وتحديداً عندما تذهب بنتاي إلى المدرسة، أقف أمام البيت أنتظرهما لأن السكن أصبح موحشاً ولم يعد به أحد»، وتزيد: «ما يؤلمني كثيراً ويحز في نفسي عدم توافر المال الذي يمكّنني من استئجار بيت صغير أو شقة، فالمال الذي أتقاضاه من الضمان الاجتماعي وراتب زوجي التقاعدي لا يكفيان، من أين لي المال حتى أحصل على سكن»؟ ثم أجهشت بالبكاء ولم تستطع إكمال حديثها.