استنجد وزير الداخلية السوداني عصمت عبدالرحمن بالجيش للسيطرة على منجم جبل عامر في ولاية شمال دارفور، كاشفاً عن وجود أكثر من 3 آلاف مسلح من دول مجاورة يعملون في المنجم الغني بالذهب. ودعا وزير الداخلية خلال استجوابه في البرلمان في شأن الوجود الأجنبي في مناجم التعدين بشمال دارفور، إلى تدخل الجيش لبسط هيبة الدولة والسيطرة على منجم جبل عامر باعتباره واقعاً تحت سيطرة «عناصر أجنبية وبعض العناصر القبلية المسلحة من قبائل متداخلة في المنطقة». وشهدت منطقة جبل عامر قبل 3 سنوات صدامات دامية بين منقبين عن الذهب تنافسوا للسيطرة على مناجم التعدين، وقُتل حينها في موقع التعدين الذي يكتظ بنحو 60 الفاً من المنقبين، 8 أشخاص، وامتدت النزاعات الى البلدات المجاورة. وقال وزير الداخلية: «هناك أكثر من 3 آلاف أجنبي هم مدججون بالسلاح يركبون سيارات ذات دفع رباعي في المنطقة الغنية بالذهب، إضافة إلى أجانب آخرين لم تتمكن الداخلية من حصرهم بسبب التداخل القبلي في جبل عامر». وأقرّ عبدالرحمن بإخفاق الشرطة بالدخول والسيطرة على المنجم بسبب الآلة العسكرية الضخمة للمعدنيين الأجانب وعناصر القبائل المتداخلة. وأكد أن «الشرطة لا تستطيع منفردة مواجهة الكم الهائل من الأجانب»، لافتاً إلى أنها أخفقت بالدخول والسيطرة على المنجم بسبب الآلة العسكرية الضخمة للمعدنين الأجانب وعناصر القبائل المتداخلة. وزاد: «لا نستطيع مواجهة الكم الهائل من هذه السيارات ونحتاج إلى تسليح كبير». وتابع: «الوزارة في حاجة إلى آليات ثقيلة ودبابات لفض الجماعات المدججة بالسلاح الثقيل». وأعلن وزير الداخلية السوداني عزم وزارته جمع الأسلحة الثقيلة وسيارات الدفع الرباعي من أيدي المواطنين في إقليم دارفور خلال العام الحالي. وأوضح أن وزارته ستبدأ بضبط سيارات الدفع الرباعي، ثم الأسلحة الثقيلة ويليها السلاح الشخصي. على صعيد آخر، قتل 6 أشخاص وأصيب نحو 10 آخرين، أمس في اشتباكات أهلية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود مع تشاد، وسارعت قوة من الجيش والشرطة السودانيين إلى المكان للحد من تمدد القتال في المنطقة بعد حشد المجموعتين المتقاتلتَين مسلحين. وشهدت الجنينة توتراً، وأغلقت الأسواق الرئيسية أبوابها إضافة إلى المؤسسات الحكومية بعد أن حشدت الأطراف المتقاتلة مسلحيها في نواحٍ عدة في المدينة لا سيما قرب مستشفى نُقل إليه جرحى، بينما أُسعف آخرون الى الخرطوم نظراً الى خطورة حالتهم، كما قطع حاكم الولاية فضل المولى الهجا زيارته إلى العاصمة السودانية وعاد أدراجه. وروى شهود ومسؤولون تحدثت إليهم «الحياة»، أن مجموعة من المواطنين تعقبوا آثار ماشية سُرقت منهم، فقادهم الأثر إلى حي الجبل جنوب مدينة الجنيه، حيث طلب أصحاب الماشية تفتيش بعض المنازل لكن اصحابها رفضوا، ما أدى الى مشادات سرعان ما تحولت الى اشتباكات بالأيدي وتطورت الى مواجهات مسلحة أوقعت 5 قتلى و10 جرحى من الطرفين. وأحرق المهاجمون منزلين في الحي قبل أن يدمروا أجزاء كبيرة من سوق قريبة. وكانت مدينة نيرتيي في منطقة جبل مرة بولاية وسط دارفور، شهدت قبل أيام مواجهات بين مواطنين وقوات حكومية إثر مقتل جندي ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات. وأوقفت السلطات في الخرطوم أمس، شخصين نظموا وقفة احتجاج أمام وزارة العدل في وسط العاصمة مطالبين بتحقيق عادل في إحداث نيرتيي ومحاكمة المتورطين في إطلاق الرصاص على المدنيين. في شأن آخر، أعلنت الأممالمتحدة توقيع مذكرة تفاهم حول مرور مساعدات إنسانية من السودان إلى جنوب السودان. وذكرت اللجنة الفنية المشتركة حول مرور المساعدات، المؤلفة من ممثلين عن حكومتي الخرطوم وجوبا وبرنامج الأغذية العالمي في الأممالمتحدة، أن التمديد سيكون ل6 أشهر أخرى وأشارت المنظمة الدولية إلى ثقتها في أن تمديد فترة مذكرة التفاهم سيساهم أكثر في الجهود الجارية لمنع الجوع بين الأشخاص غير الآمنين غذائياً والمتأثرين بالنزاع في جنوب السودان، بخاصة اولئك الذين يعيشون في ولاية أعالي النيل الحدودية. وأفاد مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنوب السودان بأن هناك نحو 52 ألفاً و841 مواطناً من منطقة أعالي النيل، دخلوا إثيوبيا منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، بسبب تفاقم الوضع الأمني وانعدام الغذاء. وأضاف المكتب أن 456 مواطناً من جنوب السودان يدخلون الأراضي الإثيوبية يومياً في شكل منتظم منذ أيلول الماضي، مبيناً أن 64 في المئة من اللاجئين هم من الأطفال تحت سن الرشد، فروا من دون مرافقين من أسرهم. وسبق أن حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في نيسان (إبريل) الماضي، من «مجاعة وشيكة» في البلاد، مشيراً إلى أنّ هناك 3.6 مليون مواطن يواجهون نقصاً في الغذاء بعد فشل الموسم الزراعي، إضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية في مناطق عدة، ما يهدد بمجاعة في العام الحالي. من جهة أخرى، شهدت مناطق متفرقة في غرب وشرق ووسط منطقة «الإستوائية» في جنوب السودان، معارك عنيفة بين القوات الحكومية وقوات تابعة للمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، بعد الزيارة نائب الرئيس تعبان دينق لولاية نهر ياي. وأكد القائد الأعلى لقوات المعارضة المسلحة الجنرال جون جوك قاي وقوع اشتباكات عنيفة بين قواتهم والقوات الحكومية قرب منطقة موروبو في ولاية نهر ياي إثر مهاجمة القوات الحكومية مواقعهم. وزعم جوك استخدام القوات الحكومية مروحيات عسكرية لضرب المتمردين. في المقابل، قلل نائب الناطق باسم الجيش العقيد سانتو دوميج من أهمية المعارك التي اندلعت بين قواتهم وقوات المعارضة المسلحة بقيادة مشار في منطقة موروبو، متهماً المعارضة بمهاجمة أحد معسكراتهم هناك..