علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن وحدات مكافحة الإرهاب أكملت إعادة تنظيم صفوفها في أحياء الموصل الشرقية، وهي على وشك شن هجوم جديد على معاقل «داعش» بدعم أميركي واسع، بعد توقف العمليات منذ أسبوعين إثر تعرض قوات لاستنزاف وحاجتها إلى إعادة رسم خططها وفقاً لتطورات ميدانية. ونقلت وكالة «رويترز» عن قائد عسكري أميركي قوله إن الهجوم سيبدأ «خلال أيام قليلة». ووصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى شرق الموصل للمرة الأولى منذ انطلاق الحملة لتحريرها في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وشملت التعزيزات قوات من الجيش، بينما تجرى محادثات سياسية لإشراك «الحشد الشعبي» والشرطة الاتحادية في المعركة، إذ يبدي «داعش» مقاومة شرسة على خلاف توقعات أميركية وعراقية كانت تشير إلى انهيار الجانب الشرقي من المدينة خلال أسابيع. وقال ضابط كبير شرق الموصل ل «الحياة»، إن «التعزيزات وصلت إلى مشارف الضواحي الشرقية للموصل لدعم قوات مكافحة الإرهاب المنتشرة في 40 منطقة وتواجه هجمات داعش». وأضاف أن «القوات استكملت إعادة تنظيم صفوفها بعد حرب شوارع خاضتها طوال الشهر الماضي، وهي على وشك شن هجوم واسع بدعم أميركي مكثف لإحكام السيطرة على الجانب الشرقي، على أن تفتح الشرطة الاتحادية جبهة جديدة في الجانب الغربي حيث المطار ومعسكر الغزلاني». وأوضح الضابط نفسه أن «الدعم الأميركي سيركز على تكثيف الغارات الجوية عبر زيادة التنسيق مع القوات العراقية على الأرض ومستشارين»، ولفت إلى أن «القوات الأميركية مترددة في استخدام طائرات أباتشي الضرورية لحسم حرب الشوارع، لخشيتها من امتلاك داعش صواريخ مضادة استخدمتها في إسقاط مروحيات في سورية». وزاد أن «المرحلة الجديدة من المعارك ستشهد استخدام صواريخ نوعية موجهة لا تحدث دماراً واسعاً باستثناء استهداف المنازل التي يتخذها داعش مقرات أو لتخزين الأسلحة، والتركيز على معلومات استخباراتية في أماكن تواجده عبر مخبرين». إلى ذلك، قال الكولونيل ستيوارت جيمس إن القوات العراقية ستستأنف هجومها على «داعش» في شرق الموصل في الأيام المقبلة في إطار مرحلة جديدة من العملية المستمرة منذ شهرين وتتضمن نشر قوات أميركية أقرب إلى جبهة القتال في المدينة. ويشارك في معركة الموصل مئة ألف من الجنود العراقيين وقوات أمن كردية ومقاتلون شيعة وهي أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. ويرجح أن تلعب القوات الأميركية دوراً أكبر في المرحلة الثانية من الهجوم، وعد الرئيس باراك أوباما بالانسحاب من العراق في عام 2011. واستعادت قوات خاصة عراقية ربع الموصل، لكن تقدمها كان بطيئاً وصعباً. ودخلت في وقفة تعبوية مخطط لها مسبقاً هذا الشهر، فيما اعتبر أول توقف كبير في الحملة. وسيعمل المستشارون الأميركيون، وهم جزء من تحالف دولي بشكل مباشر مع القوات العراقية. وأكد الكولونيل ستيوارت، وهو قائد كتيبة مقاتلة: «في الوقت الراهن نستعد فعلاً للمرحلة التالية من الهجوم مع بدء التوغل في عمق شرق الموصل». وأضاف «بدأنا نشر القوات والعتاد». وستكون القوات الأميركية داخل الموصل معرضة لخطر أكبر، لكن الكولونيل قال إن «مستوى الخطر ما زال يصنف معتدلاً». وأضاف: «إذا حققنا نجاحاً كبيراً في اليوم الأول واكتسبنا قوة دفع فقد تسير العملية بسرعة كبيرة. لكن إذا حاربت داعش بضراوة في اليوم الأول واصطدمنا بعوائق واضطررنا إلى العودة والقول إن هذه لم تكن النقطة الصحيحة للاختراق فقد يتطلب الأمر وقتا أطول». وأعلنت خلية الاعلام الحربي في بيان أن «الشرطة تمكنت من تدمير عربتين مفخختين وقتل 21 عنصراً من مسلحي داعش في المحور الجنوبي من الموصل، فيما قتل 51 عنصراً في اشتباكات وقصف الطيران شمال وشرق المدينة». من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع في بيان أن طيران الجيش شن غارات مستندة إلى معلومات استخباراتية استهدفت مواقع مهمة لداعش في قرية الحيرمون في بلدة حمام العليل جنوب الموصل. واضافت ان «الغارات أسفرت عن تدمير عربات مفخخة وقتل مفرزة قناصين وإسكات مفارز الهاون ومضافات في قرية البويوسف شمال».