شن تنظيم «داعش» للمرة الأولى منذ انطلاق الحملة العسكرية الشهر الماضي، هجمات مضادة منسّقة على محاور القتال في الموصل، مسبباً اندلاع معارك كر وفر في الأحياء الشرقية للمدينة حيث تواجه قوات مكافحة الإرهاب حرب استنزاف أجبرت الجيش على تغيير خطط المعركة لمسايرة التطورات الجديدة. وقال ضابط كبير في قوات الجيش الموجودة في شرق الموصل ل «الحياة»، إن تنظيم «داعش» شن هجمات أمس على أحياء البكر والقادسية الثانية والقاهرة والزهور والسماح، مستغلاً سوء الأحوال الجوية والأمطار التي هطلت على المدينة. وأضاف أن «الجيش يواجه مشكلة وجود خلايا نائمة بين سكان الأحياء المحررة بدأت تزود داعش بمعلومات عن أماكن انتشار القوات الحكومية. وتم إلقاء القبض على شخصين تورطا في ذلك عبر اتصالات هاتفية، كما استفدنا من معلومات مهمة بدأت ترد إلينا من سكان الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم». وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»، إن قوات الجيش التي تغلغلت في أحياء الموصل الشرقية تعاني من حرب استنزاف بعدما دخلت المعركة أسبوعها السابع. وأضافت أنه على رغم سيطرة الجيش على أكثر من 20 حياً في شرق الموصل، فهو مازال تحت مرمى نيران «داعش»، ما دفع الجيش إلى إعادة النظر في الخطط العسكرية. في غضون ذلك، ترددت أنباء عن اقتراح أميركي بوقف القتال موقتاً إلى حين خروج السكان من الموصل، لكنه قوبل برفض الجانب العراقي، الذي بدوره وجّه انتقادات غير مباشرة إلى قوات «التحالف الدولي» بالتقاعس في الدعم الجوي، عبر استخدام مروحيات الأباتشي لتوفير غطاء لقوات النخبة العراقية حيث تواجه تحديات كبيرة داخل الأحياء. وشملت هجمات «داعش» أيضاً أماكن تواجد القوات الأمنية قرب تلعفر، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أن عدداً من عناصر التنظيم شنوا هجوماً على قرية الشريعة العليا شمال غرب تلعفر، وتم صد الهجوم وانسحاب القوة المهاجمة إلى مركز تلعفر. وأعلن الجيش استعادة السيطرة على أربع قرى تقع في المحور الشمالي الشرقي للموصل. وقال الفريق عبد الأمير يارا الله في بيان نشرته قيادة العمليات المشتركة إن «قوات فرقة المشاة 16 حررت قرى قولان تبه وكوري غريبان والدراويش وأبو جربوعه ضمن المحور الشمالي». وأضاف أن «القوات العراقية رفعت العلم العراقي في هذه القرى بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات». وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس، «نجاح الخطط العسكرية الموضوعة لعملية تحرير محافظة نينوى، ووصول القطعات إلى مراحل متقدمة في صفحات المعركة وتحقيق أهدافها المرسومة في محاور العمليات وفرض طوق أمني على العدو وقطع خطوط إمداده». وأضاف البيان أن «القيادات الميدانية لجأت إلى وضع خطط جديدة واستبدالها بأخرى تتناسب مع طبيعة المعركة، وتهدف إلى مباغتة العدو وعزله عن المدنيين، لاسيما بعد دخول القطعات العسكرية إلى الموصل والشروع في تنفيذ المرحلة الخامسة من عملية تحرير المدينة». ولم يوضح البيان طبيعة الخطط، ولكن مصادر أمنية أشارت إلى احتمال إرسال تعزيزات عسكرية إلى شرق الموصل من الشرطة الاتحادية لمساعدة قوات مكافحة الإرهاب هناك التي خسرت العديد من مقاتليها، كما تتضمن الخطة الشروع في فتح جبهة جديدة في الموصل عبر الساحل الغربي انطلاقاً من بلدة حمام العليل حيث تحتشد قوات مشتركة.