بدأت القوات العراقية أمس المرحلة الثانية من حملتها لاستعادة الموصل، من ثلاثة محاور، لدفع مسلحي «داعش» إلى التمركز في الجانب الغربي من المدينة وإطباق الحصار عليهم و «خنقهم»، وأكدت تقدمها داخل بعض الأحياء الشرقية. وقال قائد فرقة العمليات الخاصة اللواء عبدالوهاب الساعدي في بيان أمس، إن «الصفحة الثانية من عمليات تحرير الساحل الأيسر للموصل، انطلقت صباح اليوم (أمس)، لتطهير أحياء القدس والكرامة من الإرهابيين»، وأكد «إحراز تقدم في الحيين». في موازاة ذلك، أعلن النقيب قاسم الربيعي، أن «قواتنا سلمت عدداً من الأحياء المحررة إلى الجيش والشرطة المحلية، بدعم قوة صغيرة من جهاز مكافحة الإرهاب، في إطار خطة لمسك الأرض، والمضي في السيطرة على كل الجانب الأيسر، وتوجهت معظم قواتنا نحو حي القدس وبدأت اقتحامه». ونقلت قناة «العربية» عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، أن «جهاز مكافحة الإرهاب حرر حي القدس الأول في المحور الشرقي، ورفع العلم هناك، بعد تكبيد داعش خسائر في الأرواح والمعدات». من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري بأن «الفرقة 16 بدأت هجوماً في منطقة السادة باتجاه حيي الحدباء والسكر، من الجهة الشمالية للجانب الأيسر». وقال العميد شاكر عبد الوهاب إن «قواتنا تعرضت لهجوم في منطقة بعويزة، ما أوقع ثلاثة قتلى في صفوفنا بينهم ضابط برتبة نقيب، وأصيب 4 آخرون، وتمكنا من قتل العديد من الإرهابيين». وسبق أن طالب قادة عسكريون أميركيون ب «مراجعة الخطط وإعطاء المستشارين دوراً أكبر في محاور القتال لتسريع التقدم». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن أن الحملة قد تتطلب ثلاثة أشهر إضافية بعدما دخلت النصف الثاني من شهرها الثالث. في المحور الجنوبي الشرقي، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد جودت في بيان، أن «عمليات اقتحام تتم في أحياء سومر والصحة والانتصار والسلام والمنطقة الصناعية»، مشيراً إلى «قتل خمسة إرهابيين وتدمير عدد من العربات المفخخة لدى محاولتها العبور من الجانب الأيمن إلى الأيسر، عبر جسر حي النصر، في منطقة جديدة المفتي، إضافة إلى تدمير شاحنتين مفخختين في حي السلام، ومعمل للتصليح والتلغيم في الصناعية، وعربتين مفخختين في حي الانتصار»، مؤكداً أن «قواتنا دخلت في عمق الأحياء وصولاً إلى الملعب الرياضي بين حي سومر وحي فلسطين». ونقلت وكالة «رويترز» عن ضابط من قوة الرد السريع قوله: «أحرزنا تقدماً، خصوصاً في حي الانتصار، وتقدمنا نحو نصف كيلومتر خلال عشر دقائق عقب انطلاق الهجوم». وأفاد سلاح الجو في بيان بأن «الطائرات العراقية قصفت مواقع لداعش ومستودعاً للأسلحة والمعدات قرب بلدة تلعفر غرب الموصل، ما أسفر عن تدمير 16 عربة بينها 7 مفخخة». وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أنها سجلت «بالصوت والصورة اختراق صفوف التنظيم الإرهابي»، مضيفة: «تجولنا في عقر حصونه ومعاقله قارعين جرس الموت في حظائره ومشتتين جمعه وإجماعه على الباطل». وجاء في بيان لقيادة العمليات في نينوى، أن «موجة نزوح من حي الحدباء قرب منطقة السادة، بدأت مع اشتداد المعارك، بالتزامن مع قصف مدفعي في المنطقة، وسط تحذيرات منظمات حقوقية محلية ودولية من نقص المؤن وازدياد عدد النازحين الذي قارب 140 ألفاً منذ انطلاق الحملة».