أكد عالم المصريات الدكتور أحمد صالح أن المصريين القدماء قدسوا الكتابة والقراءة وعرفوها منذ عام 3500 قبل الميلاد، مشيرا إلى أنهم شجعوا النشء على تعلم الكتابة والقراءة لدرجة أنهم هجوا المهن الأخرى وامتدحوا الكتابة، ووضعوا من يتعلم الكتابة على قمة من يتقدمون إلى الوظائف، وهناك مخطوطات بردية تركوها لنا تكشف عن المعارف التي قام المصريون بتدريسها للتلاميذ في مصر القديمة. وقال صالح إن قدماء المصريين لاحظوا أن أبو القردان يبحث عن أكله في الأرض والتربة لذا أدركوا أن فكرة البحث هي أساس المعرفة، ولاحظوا أيضا أن البابون يهلل للشمس عند كل شروق لها، فربطوا بين البابون وإله الخلق والشمس رع، واعتبروه سكرتيرا له، ولأن الإله جحوتي سكرتيرا فعليا لإله الشمس «رع» فاختاروا لجحوتي هيئة أبو القردان والبابون واعتبروه إلها للمعرفة، كما خصص المصريون للكتابة الهة وهي سشات وكانت تصور على هيئة امرأة وعلى رأسها نجمة سباعية وتمسك في يديها مخطوطة بردي. وأضاف أنهم سموا الكاتب «سش» ووضعوا في المعابد تماثيل تصور الكتبة وهم في حالة الكتابة أو يفتحون بردية على حجرهم ويقومون بقراءتها، وأطلقوا على الكتاب كلمة «مجات»، وسموا دار الكتب أو المكتبة «بر- مجات». وأشار عالم المصريات إلى أن المكتبة عند القدماء المصريين كانت تابعة إلى المعبد وقد عثر على مكتبات في معبد دندرة بقنا ومعبد حورس بادفو في أسوان، وسجلت على جدران المكتبات فهارس بأسماء المخطوطات والكتب، وهناك أنواع أخرى من المكتبات وكانت ملحقة ب «بر- عنخ» وهي أكاديمية علمية أو جامعة كان المصريون يدرسون فيها الفلك والطب والهندسة وعلوم الدين. وأوضح أن يوم «الكتاب العالمي» هذا العام تصادف مع ذكري مرور 12 عاما على تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة بدعم من اليونسكو والتى تعد أول مكتبة رقمية فى القرن ال 21، ما يشير إلى دور مصر الكبير وما تقوم به من إسهامات في الكتابة والقراءة وحرصها على عودة الدور العالمي لمكتبة الإسكندرية منذ نشأتها في العصر البطلمي.