علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها، أن قادة عسكريين وأميركيين عقدوا اجتماعاً ليل الجمعة - السبت وناقشوا تحديات المعركة في الموصل، وخلصوا إلى قرارات «مهمة» من شأنها تغيير مسار الحملة التي تعثرت خلال الأسبوعين الماضيين، أهمها زيادة دور قوات «التحالف الدولي» ومشاركتها في العمليات البرية، بعدما كان دورها مقتصراً على الغارات الجوية. من جهة أخرى، أفاد ضباط عراقيون بأن خلايا نائمة تابعة لتنظيم «داعش» ما زالت في الأحياء المحررة، شرق الموصل، وتضطلع بمهام لوجيستية في أماكن انتشار قوات مكافحة الإرهاب وتشرف على تفجير العربات المفخخة، وأكدوا «اعتقال عدد من الإرهابيين متخفّين وسط المدنيين الأبرياء». وأوضح ضابط كبير في شرق الموصل، في اتصال مع «الحياة»، أن «اجتماعاً مهماً عقد في ساعة متأخرة ليل أول من أمس في قاعدة مخمور، حضره قادة من الجيش العراقي والتحالف الدولي والبيشمركة، تناول التحديات التي تواجه الحملة العسكرية لاستعادة الموصل». وأضاف أن الجانب العراقي «قدم ملخصاً للوضع في محاور القتال والتحديات التي تواجه وحدات مكافحة الإرهاب المتوغلة داخل الأحياء الشرقية، وما تحتاجه في المرحلة الثانية التي يتوقع أن تنطلق خلال أيام». ولفت إلى أن المجتمعين ناقشوا «اقتراحات لزيادة عديد القوات داخل المدينة، مكونة من الشرطة الاتحادية أو الحشد الوطني المحلي، ولم يتم التوصل الى اتفاق نهائي». وزاد: «لمسنا توجهاً أميركياً لزيادة الدعم في المعركة البرية»، رافضاً توضيح طبيعة هذا الدعم، لكنه أكد أن الاجتماع «خرج بتوصيات، أهمها فتح جبهة في الجانب الغربي من المدينة لتشتيت دفاعات داعش وشن هجوم على المطار ومعسكر الغزلاني»، حيث يتجمع مسلحو التنظيم. ونقلت وكالة «رويترز» عن العقيد في الجيش الأميركي بريت جي سيلفيا قوله: «بدأنا تعزيز اندماجنا معهم (القوات العراقية) ليشمل المزيد من المشاركة مع التشكيلات المتقدمة التي لم نشاركها القتال في الماضي». وأضاف سيلفيا الذي يقود قوة من 1700 عسكري وصفها بأنها «العمود الفقري لقوات التحالف البرية»، أن «مستوى الاندماج يتمثل في فرق خاصة صغيرة تشارك في القتال مع قوات محلية أكبر حجماً». وتابع: «لطالما كانت لدينا فرص للعمل جنباً إلى جنب، لكن لم نندمج إلى هذه الدرجة وأصبحت مهمتنا الآن كبيرة فنحن جزء من تشكيلاتهم»، لكنه رفض التعليق على معلومات تؤكد وجود جنود أميركيين في الجبهات الأمامية. الى ذلك، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية اعتقال «إرهابيين» تابعين ل»داعش» كانوا يتخفون بين أهالي الموصل، وأوضحت في بيان أن «تنسيقاً حصل مع قيادة عمليات نينوى، أسفر عن اعتقال 11 عنصراً من التنظيم في عملية استباقية في منطقتي برغنتي والحود» شمال الموصل. وقالت مصادر أمنية داخل المدينة ل «الحياة»، أن «قوات مكافحة الإرهاب اكتشفت خلايا إرهابية نائمة في الأحياء الشرقية تضطلع بمهام لوجيستية وتشرف على تفجير العربات المفخخة».