حصلت معركة استعادة الموصل التي دخلت يومها السادس أمس، على زخم أميركي جديد عبر زيارة مفاجئة لوزير الدفاع أشتون كارتر إلى بغداد، ودخول طائرات الأباتشي الأميركية في المعارك، إضافة إلى قوات برية أميركية محدودة تعمل في شكل سري، فيما أُعلن عن مقتل أول جندي أميركي في نينوى. وأعلن الجيش العراقي أمس، إحكام سيطرته على قضاء الحمدانية وتقدّمه نحو بلدة تلكيف، وهما مدينتان شمال الموصل وتسكنهما غالبية مسيحية، فيما تحاول قوات مشتركة من مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية كسر دفاعات «داعش» عند بلدة الشورة جنوب الموصل. ووصل كارتر إلى بغداد أمس، لبحث تطورات معركة الموصل التي انطلقت الأسبوع الماضي، وأبلغت مصادر سياسية مطلعة «الحياة»، أن الزيارة تهدف إلى التوسط لحل الأزمة الديبلوماسية المتفاقمة بين العراقوتركيا حول الموصل. وأضافت المصادر أن كارتر وصل إلى بغداد قادماً من أنقره، في محاولة لإنهاء الأزمة بين البلدين حول معركة استعادة الموصل، مشيرة إلى أن الوزير يحمل مقترحات عدة إلى القادة العراقيين تتعلّق بمشاركة تركيا في المعركة ضمن إطار «التحالف الدولي» وبشروط. لكن المصادر هذه لفتت إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أبلغ المسؤولين الأميركيين رفضه بشدة أي مقترح لإشراك القوات التركية في المعركة، موضحاً أن العبادي يواجه ضغوطاً كبيرة من أطراف محلية، خصوصاً من «الحشد الشعبي» الذي تم تحييده عن مركة الموصل حتى الآن. وعقد كارتر اجتماعاً مع قادة «التحالف الدولي» في بغداد لمناقشة سير المعارك. ومع مرور ستة أيام على الحملة العسكرية على الموصل، بدأ يتكشف الدور الذي تلعبه القوات الأميركية في المعركة، وأعلن قائد قوات «التحالف الدولي» الجنرال الأميركي غاري فوليسكي، خلال مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية، أن طائرات الأباتشي الأميركية تشارك في العمليات العسكرية، وهو ما أكدته مصادر أمنية من قوات البيشمركة، التي أشارت إلى أن قواتها تلقت إسناداً جوياً من الأباتشي في الجبهات الأمامية في شمال المدينة. وأعلن الناطق باسم التحالف الدولي، جون دوريان، عن وفاة عنصر من القوات الأميركية متأثراً بجروح أُصيب بها في انفجار عبوة ناسفة شمال العراق، لكنه رفض كشف هوية القتيل أو تحديد ما إذا كان جندياً أم مستشاراً عسكرياً، لكن مصادر عسكرية عراقية أكدت أن قوات برية أميركية تشارك في المعركة في شكل محدود وسري. إلى ذلك، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس، أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة والقوات المتجحفلة تمكّنت صباح اليوم (أمس)، من تحرير مركز قضاء الحمدانية، جنوب شرقي الموصل، والمستشفى العام وسط القضاء، ورفع العلم العراقي فوقهما»، وأضافت أن «القوات الأمنية كبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات». وأوضحت أن «قطعات الفرقة ال16 في الجيش العراقي تقدمت باتجاه قضاء تلكيف شرق الموصل، تمهيداً لاقتحامه وتحريره من سيطرة داعش»، فيما لفتت إلى أن «قطعات من الفرقة ال15 في الجيش واللواء ال18 من الشرطة الاتحادية تمكّنت من تحرير قرية هرارة والرصيف، شمال ناحية الشورة جنوب الموصل، وبدأت التقدم باتجاه مركز الناحية». ولا تزال القوات المشتركة تقاتل لاستعادة بلدات غير مأهولة بالسكان في مناطق سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية، كما أن «داعش» لم يدافع عنها بقوة مكتفياً بنشر العشرات من مسلحيه فيها، والذين يقومون بمهام القنص وتفجير العجلات المفخخة. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن القوات الأمنية ضيّقت الخناق على «الإرهابيين» في ناحية الشورة جنوب الموصل، وأكد أن القوات تقدمت من الجهة الغربية والشرقية للناحية تمهيداً لتحريرها بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش». وتعتبر الشورة أهم دفاعات «داعش» عن الموصل، ويستميت التنظيم بالدفاع عنها فيما تنتشر قوات مشتركة من قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية في المحور الجنوبي، الذي يعتبر أصعب المحاور في المعركة، ولم تحقق قوات الأمن فيها أي اختراق حتى الآن، وهو ما دفعها إلى فتح الجبهتين الشرقية والشمالية حيث دفاعات التنظيم غير فاعلة.