أكد مسؤول كردي أن «داعش» تراجع عن أجزاء من أحياء في شرق الموصل سيطر عليها فترة وجيزة، فيما أعلنت وزارة الدفاع قتل العشرات من عناصر التنظيم بينهم قياديون، في غارة جوية قرب قضاء تلعفر. وقال الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة»، إن «داعش استغل سوء الأحوال الجوية ليلة الأربعاء-الخميس، وشن هجوماً على أحياء التأميم والنور والشهداء والقادسية، واستمرت المواجهات نحو ساعتين تمكن خلالها من السيطرة لفترة وجيزة على أجزاء منها، لكنه تقهقر إثر هجوم مضاد لقوات مكافحة الإرهاب»، وأشار إلى أن «التنظيم اعتمد الكثافة في الهجمات الانتحارية، وقتل 13 مهاجماً من عناصره، ودمرت ست عربات مفخخة يقودها انتحاريون». وأوضح أن «المعلومات التي وردت إلينا تؤكد أن معظم عناصر التنظيم كانوا من الأجانب، وتركوا العشرات من جثث رفاقهم». واستبعد «أن تتمكن القوات العراقية من إحكام سيطرتها على كامل الجانب الأيسر من الموصل خلال أسبوعين، أي قبل نهاية العام الجاري، خلافاً لتوقعات سابقة». إلى ذلك، قال اللواء الركن معن السعدي، قائد «فرقة العمليات الخاصة الثانية» في «جهاز مكافحة الإرهاب»، إن «الهجوم الذي شنه داعش انطلق من جهتين، الأولى مجمع توكيلات بيع السيارات، والثاني من تلة مرقد النبي يونس، بعربة وجرافة مفخختين، إضافة إلى أكثر من 10 انغماسيين، واستهدف أساساً حي التأميم». وأضاف: «بعدما تدمير قواتنا الجرافة والعربة نفذ الانغماسيون هجوماً لاختراق دفاعاتنا إلا أننا نجحنا في القضاء عليهم جميعاً». في المقابل، أفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم «السيطرة على أحياء الإعلام والنور والتأميم»، وبثت مقطع فيديو قصيراً يصور «لقطات من الهجوم على حي التأميم، وشاحنة مفخخة وعدداً من عناصره وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة في أحد الأزقة، وعنصراً مسناً يحضهم على القتال». وعمدت قوات جهاز مكافحة الإرهاب بعد العملية، إلى شن حملة لإعادة الثقة إلى الأهالي ودعتهم عبر مكبرات الصوت إلى عدم النزوح، وحضتهم على التعاون والإبلاغ عن أماكن الإرهابيين والخلايا النائمة. وقال نائب محافظ نينوى حسن العلاف، إن «الاختراق حصل عند نقطة التقاء الجيش وقوات الفرقة الذهبية، وتمت السيطرة على الوضع». من جهة أخرى، نفى الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، قائد محور «جهاز مكافحة الإرهاب»، ما تداولته وسائل الإعلام عن انسحاب قطعات الجهاز من أي حي في المحور الشرقي، وأضاف: «نحن نواصل تطهير ما تبقى من الأحياء المحررة، ولم يبق إلا القليل لتحرير كامل الجانب الأيسر». في المحور الشمالي، كشف قائد قوات الفرقة السادسة عشرة اللواء الركن صباح العزاوي، عن أن «داعش حاول الاقتراب صوب قواتنا، وتمت إبادة المهاجمين بعد تدمير عرباتهم المفخخة»، مشيراً إلى «العثور على مقر لبرمجة اتصالات وإعلام داعش الإرهابي، بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية، وفيه شاشات لمراقبة القرى الشمالية وخط الصد في الموصل وغرفة اتصالات تحتوي على محطات اتصال وأجهزة مناداة وحواسيب، إضافة إلى سجلات ووثائق تخص قيادات التنظيم». وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس، أن «قيادة القوة الجوية وجهت ضربة دقيقة، بناءً على معلومات المديرية العامة للاستخبارات، إلى اجتماع لقيادات داعش في منطقة تبعد كيلومترات قليلة عن غرب ناحية تل عبطة، كانوا يخططون لعمليات إرهابية ضد قطعاتنا التي تحاصر تلعفر»، وأشارت إلى أن «الضربة أسفرت عن قتل أكثر من عشرين من قادة التنظيم ونحو 50 عنصراً». وأبلغ رئيس الوزراء حيدر العبادي سفراء الاتحاد الأوروبي في بغداد خلال اجتماعه معهم، أن «المعركة في الموصل نظيفة وتسير بشكل جيد والتعاون مستمر وعلى أفضل ما يكون بين القطعات العسكرية والبيشمركة».