نُقل مئات المدنيين العراقيين إلى مخيمات للنازحين أمس، بعد أن فروا من مناطق في شرق الموصل كان الجيش قد استعادها في الآونة الأخيرة من سيطرة «داعش». وكثف الإرهابيون هجماتهم المضادة على الجيش في الأحياء المحررة من المدينة. وسقط عشرات من قتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة قرب إحدى نقاط التفتيش في سوق وسط الرمادي. وأكد شهود أن قوات الأمن فرضت حظر التجول في المنطقة ونفذت حملة تفتيش. وفحصت قوات الأمن قرب الموصل الرجال والنساء والأطفال قبل نقلهم إلى مخيمات على مشارف أربيل. وقال مسؤول عسكري أن هؤلاء الأشخاص الذين يقترب عددهم من 400، كانوا من أحياء السماح والانتصار والقدس، وأضاف أن «الإرهابيين استغلوا تلبّد الغيوم وتعذّر المراقبة الجوية وشنوا هجمات في أحياء القدس والتأميم والنور الأسبوع الماضي». وفي كل مرة تسيطر القوات العراقية على جزء من الموصل، يستغرق الأمر فترة تصل إلى أسبوع للتأكد من خلوّه من المسلحين الذين يختبئ بعضهم في شبكة أنفاق حفروها، فيما يمتزج آخرون مع آلاف النازحين أو يبقون في الخلف لتشكيل خلايا نائمة في الأحياء المزدحمة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة. الى ذلك، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية اعتقال «إرهابيين تابعين لداعش متخفين بين الأهالي في الموصل، وأوضحت في بيان أن تنسيقاً حصل مع «قيادة عمليات نينوى» أسفر عن اعتقال 11 عنصراً من «داعش» في عملية استباقية في منطقتي برغنتي والحود. وقالت مصادر أمنية داخل الموصل ل «الحياة»، أن قوات مكافحة الإرهاب اكتشفت خلايا نائمة تابعة ل «داعش» في الأحياء الشرقية تنفّذ مهاماً لوجيستية وتشرف على العربات المفخخة وتفجيرها. وتتعرض قوات مكافحة الإرهاب المتوغلة داخل أحياء مكتظة بالسكان شرق الموصل، لهجمات مباغتة تستنزفها، ويشكو الجنود من صعوبات في المعركة، وحماية الأهالي وإغاثة النازحين في وقت واحد. وتدرس الحكومة العراقية إمكان إرسال تعزيزات الى شرق الموصل لمساعدة الجيش في مسك الأرض وإغاثة السكان ليتفرغ الجيش للمعركة.