لندن، نيويورك، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - اعتبرت واشنطن أن تحديد النظام السوري أمس، الثالث من حزيران (يونيو) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية «مهزلة»، في وقت أعلن الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في بيان مشترك، أن الانتخابات «ستقوض» العملية السياسية وتتناقض مع «بيان جنيف». (للمزيد) وعقدت امس جلسة لمجلس الشعب (البرلمان) السوري خصصت لإعلان موعد الانتخابات، وسط إجراءات أمنية مشددة. وسبق الجلسة سقوط قذائف هاون في محيط البرلمان. وسُمع دوي انفجار في مشروع دمر شرق العاصمة، ناجم من تفجير سيارة ما أدى إلى مقتل عنصرين من القوات النظامية وإصابة 4 آخرين على الأقل بجراح، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وفي واشنطن، قال مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» إن الانتخابات الرئاسية «التي يعد لها نظام الأسد مهزلة في الديموقراطية وتقوض آلية جنيف وليس لها صدقية». واعتبر المسؤول أن «النظام السوري في ظل الأسد لم يجر يوماً انتخابات حرة ونزيهة وذات صدقية، وهو ليس في موقع يسمح بأن يقوم بذلك في ظل حربه الأهلية». وفي بيان غير مسبوق من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن بان والإبراهيمي «حذّرا مراراً من أن إجراء الانتخابات الرئاسية في الوضع الراهن على رغم استمرار النزاع والتهجير الواسع النطاق سيعطل العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي، وهو أمر تحتاجه البلاد بشكل طارئ». وأضاف دوجاريك في بيان تلاه خلال مؤتمره الصحافي اليومي، أن «إجراء الانتخابات الرئاسية السورية لا يتوافق مع نص بيان جنيف1 وروحيته»، مشدداً على أن «الأممالمتحدة ستواصل البحث عن أي فرصة لحل المأساة في سورية». وأفاد ناطق باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي «يحذران من أن إجراء الانتخابات في الظروف الراهنة من الصراع المستمر والنزوح الكبير سيدمر العملية السياسية ويعرقل أفق الحل السياسي. وهذه الانتخابات غير متوافقة مع روح بيان جنيف ورسالة الدعوة» إلى مؤتمر مونترو في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي. وفي لندن، اعتبرت الحكومة البريطانية ان نتيجة الانتخابات «لن يكون لها اي قيمة او اي مصداقية». وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك سيموندس في بيان ان «خطة الاسد للانتخابات هدفها الوحيد تدعيم ديكتاتوريته. وستجري هذه الانتخابات وسط هجمات مستمرة للنظام على المدنيين مع مئات الالاف يعيشون تحت نير النظام في ظروف رهيبة وفي اجواء من الرعب في حين يقبع الالاف من المعارضين السلميين في السجون او فقد اثرهم». على صعيد اخر، قال الخارجية الاميركية ان لديها «مؤشرات على استخدام مادة كيماوية سامة قد تكون الكلور» في سورية هذا الشهر، مشيرة الى انها تدرس مزاعم عن مسؤولية الحكومة السورية عن استخدام الكلور. في غضون ذلك، بدأ وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة للسعودية، وقال الأمين العام ل «الائتلاف» بدر جاموس في بيان: «تأتي الزيارة ضمن سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية التي يحاول من خلالها الائتلاف، توطيد علاقته مع الدول العربية والغربية بهدف التنسيق معها، فيما يخدم مصالح الشعب السوري». وزاد أن «العمل على زيادة دعم الجيش السوري الحر والثوار داخل المدن السورية، يشكل أحد أهم الملفات الأساسية التي سيبحثها الوفد مع مسؤولي المملكة السعودية، إضافة إلى أنه سيتم التنسيق معهم، من أجل الدعم الإغاثي والارتقاء بالعملية التعليمية وإعادة تفعيلها، خاصة بعد الاستهداف الممنهج للمدارس السورية من قبل قوات الأسد، وتحويل بعضها إلى مراكز مسلحة لبعض المرتزقة الذين يستوردهم من الخارج للدفاع عنه». وفي حلب شمالاً، أفاد «المرصد» بأن العشرات قُتلوا في غارات جوية على مدينة حلب، بينهم 29 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال في حي الفردوس في جنوبالمدينة. وأضاف أن 14 شخصاً آخرين قتلوا في حي بعيدين بقصف ب «براميل متفجرة» تسقطها طائرات مروحية، إضافة إلى خمسة آخرين قتلوا في هجمات «براميل متفجرة» على قرية تل جبين. وفي وسط البلاد، قال «المرصد» إن المواجهات استمرت بين «القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جب الجندلي» بعدما شن مقاتلو المعارضة هجوماً مضاداً أول أمس.