لوّحت وزارة الخارجية الجزائرية بقطع «روابط الشراكة» في مجال مكافحة الإرهاب مع الولاياتالمتحدة، رداً على تقرير أميركي يحذر الرعايا الأميركيين من السفر إلى الجزائر، واعتبرت الوزارة أن التقرير يجسد «نظرة مشوّهة وبالية لا تعكس الواقع»، مشددةً على أن الأمن في الجزائر مستتبّ في صفة دائمة. ولم تشأ الخارجية الجزائرية التزام الصمت كما عهدت حيال تحذيرات دولية تصدر عادةً للتنبيه من زيارة منطقة القبائل والصحراء الجزائرية، فأشارت في بيان إلى أن التحديث الدوري لوثيقة «التحذير الأميركي من السفر» الموجّهة إلى الأميركيين الذين ينوون السفر إلى الجزائر، الذي نُشر على الموقع الرسمي للخارجية الأميركية، «يجسّد كالعادة نظرة مشوّهة وبالية للوضع في الجزائر لا تعكس حقيقة الوضع الأمني». ولاحظ مراقبون أن بيان الخارجية الجزائرية حمل حدة غير معهودة في الخطاب تجاه واشنطن، لا سيما أن علاقات البلدين تقوم بالدرجة الأولى على التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب. وذكرت الخارجية الجزائرية أن «الأمن مستتب في صفة دائمة بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة، والثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر للتخلّص من الإرهاب، وكذلك بفضل التجند واليقظة المستمرين للجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن على كامل التراب الوطني». وأشارت الى أن الجزائر «التي قدمت تضحيات جساماً في مجال مكافحة الإرهاب، حريصة على تقديس الروح البشرية. وتقوم الجزائر لمصلحتها ولمصلحة غيرها بعمليات دائمة للوقاية والقضاء على التطرف العنيف ضمن مقاربة متناسقة للتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب». ولوحت الخارجية الجزائرية بقطع تعاونها الأمني مع الولاياتالمتحدة وفق ما فُهم من الفقرة الأخيرة من البيان الجزائري، إذ ورد فيها أنه ومن هذا المنطلق «تبقى كل الرسائل أحادية الجانب التي تسعى من دون جدوى إلى ضمان حماية انتقائية، وتفضي إلى تفكيك روابط الشراكة والتعاون ضد ظاهرة الإرهاب، ذات مفعول عكسي ولا أساس لها». على صعيد آخر، صرح الرئيس الباجي قايد السبسي، بأن «أمن تونس من أمن الجزائر، وأمن الجزائر من أمن تونس»، مؤكداً أن «أمن البلدين وحرمتهما الترابية خط أحمر لا مساس به». وجاءت تصريحات السبسي خلال لقائه بوتفليقة مساء أول من أمس، خلال زيارة رسمية إلى الجزائر، استغرقت يوماً واحداً، حيث تحدث عن «عزم بلاده الراسخ واستعدادها التام لدعم علاقاتها الأخوية وتعزيز تعاونها مع الجزائر في كل المجالات». كما تحدث السبسي عن أن بلاده تسعى إلى «تحقيق اندماج اقتصادي أكبر مع جارتها لبناء شراكة استراتيجية متضامنة ومستدامة تعود بالخير والمنفعة على الشعبين الشقيقين».