أعلن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أمس، أن حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي من المرتقب الإعلان عنها رسمياً بحلول كانون الثاني (يناير) المقبل ستشمل القوى السياسية التي شاركت في طاولة الحوار الوطني وتلك التي انضمت إليها لاحقاً، وستكون المشاركة في المناصب البرلمانية والوزارية على مستوى الحكم الاتحادي في الولايات. وقال عثمان إن الفترة الراهنة تشهد حراكاً سياسياً كثيفاً لوضع اللمسات الأخيرة على حكومة الوفاق الوطني واستكمال التعديلات الدستورية واستحداث منصب رئيس الوزراء. وكشف أن الاتصالات التي أجرتها اللجنة العليا للحوار الوطني أفلحت في إقناع شخصيات وقيادات للحوار بالمشاركة، سيتم الإعلان عنها قبل تشكيل الحكومة الجديدة، متوقعاً حدوث مفاجآت قبل الإعلان الرسمي عن الحكومة المرتقبة. من جهة أخرى، كشفت حكومة جنوب السودان أن جهاز الأمن والاستخبارات السوداني اعتقل ممثل قائد حركة التمرد الجنوبية في الخرطوم جاتبانق رير فوك وأغلق مكتب الحركة. وكانت حكومة جوبا طالبت السودان بإغلاق مكاتب المعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار على أراضيها، بينما أقرت الخرطوم للمرة الأولى بمنع مشار من دخول أراضيها الأسبوع قبل الماضي لعدم حصوله على «تأشيرة». وكشفت تقارير أن جهاز الأمن السوداني صادر كل المستندات بعد إغلاق مكتب الحركة في الخرطوم. وأشارت مصادر إلى أن جهاز الأمن يجهز لاعتقال مزيد من مؤيدي مشار وترحيلهم إلى جوبا التزاماً بالاتفاق الأمني الموقع بين وزارتي دفاع البلدين في آب (أغسطس) الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في جنوب السودان مايون ماكول إن حكومته كانت تأمل من الخرطوم وقف مساعدة المجموعات المتمردة ومنعها من استخدام الأراضي السودانية لشن حرب ضد جوبا. وأضاف: «لم نطلب من الخرطوم إغلاق أي مكاتب تابعة للمتمردين لكننا طلبنا من السودان أن ينأى بنفسه عن دعم الجماعات المتمردة وأن يخلق مناخاً مواتياً لمساعدتنا في تنفيذ اتفاق التعاون». وأضاف ماكول أن جنوب السودان ملتزم بتنفيذ الاتفاقات الثنائية، موضحاً أن أعضاء لجنة الحدود المشتركة التقوا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتسريع معالجة القضايا الحدودية. وحضّ حكومة السودان على الابتعاد عن «التصريحات المتناقضة». أما في الخرطوم، فكشفت مصادر مأذونة أن حكومة دولة الجنوب وضعت القادة العسكريين ل «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور تحت الإقامة الجبرية لعدم تنفيذهم قرار مغادرة أراضيها، وقالت إن فرض الإقامة الجبرية شمل كل من قائد قوات الحركة صديق عبد الرحمن بنقو، والمفتش العام وقائد الاستخبارات السابق أحمد عيسى كليب، وممثل الحركة لدى جوبا بخاري، إلى جانب 14 قيادياً آخر. وأوضحت أن جوبا أمرت كل الحركات بمغادرة أراضيها أو تسليم آلياتهم العسكرية والعيش في الجنوب كلاجئين. في شأن آخر، بدأت أنجلينا تينج كومي زوجة زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار، زيارة إلى الولاياتالمتحدة بدعوة من منظمة الائتلاف «الخيالة» لمناهضة العنف. وأكدت في تصريحات، أن الحوار بين الفرقاء في جنوب السودان هو الوسيلة الوحيدة التي من شأنها أن تجلب المصالحة وتضمد الجروح. وتعهدت أنجلينا عقب حضورها اجتماعاً مع مجموعة من قادة الكنيسة المشيخية هناك بالحديث إلى زوجها لوقف الحرب وتوجيه مؤيديه بعدم قتال الحكومة ودعم اتفاق السلام الذي شرع الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الحالي تعبان دينق قاي بتنفيذه. وستلتقي أنجلينا خلال الزيارة مجموعة من الديبلوماسيين الجنوب سودانيين في واشنطن في محاولة لإظهار مساوئ المصالحة الجديدة بين سلفاكير وتعبان والأزمة في جنوب السودان بعد عزل زوجها، والجهود التي يمكن أن تضطلع بها الكنيسة في تحقيق السلام.