عزت الخرطوم فشل مفاوضات برلين غير الرسمية لتسوية النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال»، إلى أصابع أجنبية وارتباطات المتمردين بقوى أجنبية بدلاً من «الأجندة الوطنية»، بينما أعلن زعيم المتمردين في دولة جنوب السودان رياك مشار انهيار اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية في البلاد. وانتهت جولة ثانية من المفاوضات غير الرسمية بين الحكومة السودانية و»الحركة الشعبية»، في العاصمة الألمانية برلين من دون الوصول إلى أي تفاهمات حيال القضايا العالقة. واتهم القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل جهات أجنبية لم يسمها بإفشال المفاوضات الأخيرة بين الحكومة و «الحركة الشعبية». وقال إسماعيل إن ما حدث في هذه الجولة في برلين يعكس مدى ارتباط المتمردين بقوى أجنبية، مشيراً إلى أن السودان حاول تجنب هذه الارتباطات من خلال طاولة الحوار الوطني التي ترفض الاستناد إلى أي دعم أجنبي. وزاد: «الحركة تقدس وتهتم بارتباطاتها الأجنبية بدلاً من الأجندة الوطنية». وأكد أن باب الحوار مفتوح، داعياً المتمردين الى مراجعة مواقفهم واللحاق بركب السلام، موضحاً أن «الحوار سوداني خالص ولن يستثني أحداً من الأحزاب والقوى السياسية والحركات». الى ذلك، قررت منظمتان دوليتان تعملان في غرب السودان وقف نشاطاتهما، بسبب تعثر التمويل، فيما قالت منظمة «تيرفند» البريطانية العاملة في دارفور، إنها تلقت إخطاراً رسمياً من السلطات السودانية بمغادرة البلاد. ونقل مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان «أوتشا» في نشرته الدورية أمس، أن منظمتي «الإغاثة الإسلامية عبر العالم»، والمعونة الإنسانية (انترسوس) أوقفتا نشاطهما منذ مطلع هذا العام في ولاية غرب دارفور نتيجة حزمة من العقبات الناجمة عن شح الأموال. وتقدم منظمة «الإغاثة الإسلامية عبر العالم» خدمات ذات صلة بتوفير الغذاء والمياه والمرافق الصحية والتعليم وخدمات أخرى في محافظات الجنينة وكرينك وبيضا، بينما تباشر (انترسوس) نشاطات ذات صلة بتحقيق السلام. وذكر مكتب التنسيق الدولي أن المنظمتين سلمتا نشاطاتهما إلى الوزارات المختصة في تلك الولايات. وبانسحاب هاتين المنظمتين، يرتفع عدد الوكالات الدولية المنسحبة من غرب دارفور الى 3 خلال الأشهر ال7 الأخيرة، بعد أن غادرت خلال أيار (مايو) الماضي منظمة «زمالة الإغاثة الإفريقية الدولية» لأسباب متعلقة بقلة التمويل أيضاً. في شأن آخر، قال زعيم المتمردين، نائب الرئيس السابق في دولة جنوب السودان، رياك مشار، إن «اتفاقاً أُبرم هذا الشهر لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية في جنوب السودان قد انهار». وذكر مشار خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا التي شهدت مفاوضات مستمرة منذ فترة طويلة شابتها خلافات في شأن تقاسم السلطة في جنوب السودان، أن «الاتفاق حول خطة الرئيس سلفاكير ميارديت لتقسيم جنوب السودان إلى 28 ولاية جديدة، انتهى». وقال مشار الذي يستعد لتولي منصبه القديم نائباً للرئيس في ظل الاتفاق، إن «حكومة الوحدة لن تُشكَّل إلى حين اسقاط سلفاكير خططه لتشكيل الولايات الجديدة». من جهة أخرى، قال مسؤول في شركة نفط صينية تعمل في جنوب السودان، إن الخرطوم وافقت «مبدئياً» على خفض رسوم عبور نفط جنوب السودان عبر اراضيها بنسبة 50 في المئة بعد اسبوعين من مطالبة جوبا بذلك على خلفية تراجع اسعار النفط عالمياً الى أقل من 30 دولاراً للبرميل. وقال المسؤول الصيني: «الخرطوم وافقت مبدئياً على خفض رسوم العبور لبرميل النفط من 24 دولاراً إلى 12 دولاراً». وأضاف أن «الحكومة السودانية ستأخذ حصتها عيناً من نفط جنوب السودان».