اقتحم حوالى 400 مهاجر أفريقي من دول جنوب الصحراء أمس، السياج المرتفع الذي يحيط بجيب سبتة الخاضع للسيطرة الإسبانية شمال المغرب، وذلك غداة اجتماع وزيري داخلية المغرب محمد حصاد وإسبانيا خوان إيغناسيو زويدو في الرباط، حيث أشادا خلاله بالتعاون الأمني بين البلدين في مكافحة الإرهاب والتهريب والهجرة غير القانونية. ونجح المهاجرون في اقتحام الأبواب في نقطتين من السياج البالغ ارتفاعه 6 أمتار حول جيب سبتة، ما أدى إلى إصابة عنصرين من الحرس المدني و3 مهاجرين بجروح طفيفة، وفق ما صرح ناطق باسم الشرطة. وبث موقع صحيفة «ألفارو دي سبتة» الإلكتروني لقطات يظهر فيها عشرات المهاجرين، بما في ذلك رجال حفاة الأقدام ومن دون قمصان، يهتفون «إسبانيا» بفرح عند دخولهم إلى سبتة. وأشار الصليب الأحمر إلى أنه قدم اسعافات ل 103 أشخاص بعد تعرضهم لإصابات طفيفة، وتم نقل 25 شخصاً إلى المستشفى. وأعلن وزير الداخلية الإسباني خوان أغناسيو زويدو أمس، أن السلطات تمكنت من تحديد موقع نحو 20 في المئة من المجموعة التي اقتحمت السياج. وشكل جيبا سبتة ومليلية، المنطقة الأخرى الخاضعة للسيطرة الإسبانية شمال المغرب، الحدود الوحيدة للاتحاد الأوروبي في أفريقيا. وهما نقطتا عبور مفضلتان للمهاجرين الذين يريدون التوجه إلى أوروبا، حيث يتسلقون السياج أو يسبحون على طول الساحل. في سياق آخر، تستعد الحكومة الألمانية لإطلاق برنامج مساعدة بقيمة 150 مليون يورو لإعادة طالبي اللجوء الذين ليست لديهم فرصة حقيقية أو غير مؤهلين للبقاء في ألمانيا أو الراغبين بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، وفق ما أعلن وزير التنمية الألماني غيرد مولر خلال مقابلة صحافية أجراها أمس. وقال مولر لصحيفة «أويسبرغر ألغيمايني» الإقليمية إنه «على مدى السنوات الثلاث المقبلة، سنقدم 50 مليون يورو سنوياً لبرنامج الإعادة هذا». وسيشمل هذا البرنامج خصوصاً إجراءات المساعدة لطالبي اللجوء العراقيين والأفغان والقادمين من دول البلقان المختلفة، الذين يريدون ولأسباب مختلفة، العودة إلى بلدانهم، أو من الذين لا يمكن قبول طلبات لجوئهم، وفق وثيقة توضيحية للبرنامج حصلت الصحيفة على نسخة منها. وأوضح الوزير أن دور ألمانيا سيكون في مساعدتهم على «الشروع ببداية جديدة» في بلدانهم الأصلية، لافتاً إلى أنه «يمكننا أن نقدم لهم التعليم والتدريب، وفرص العمل، والمساعدات». وقررت ألمانيا التي استضافت 900 ألف طالب لجوء في العام 2015، تضييق الخناق حيال مسألة الهجرة. وتعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بضغط من معسكرها، بأن التدفق الكبير لأعداد المهاجرين بمن فيهم السوريون والعراقيون والأفغان العام الماضي، لن يتكرر مجدداً. وندد مسؤولون ألمان خلال الأشهر الأخيرة بقلة عمليات الترحيل الفعلية لطالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم.