عبّر وزير الداخلية الإسباني خوان إيغناسيو زويدو، عن ارتياح بلاده الى مستوى التعاون الأمني مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، معتبراً أنه «يصعب إيجاد تعاون وثيق ووفي تسوده الثقة كالذي يجمع المغرب وإسبانيا». وشدد الوزير الإسباني خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعه أول من أمس في الرباط، مع نظيره المغربي محمد حصاد، على أهمية التعاون الوثيق وتبادل المعلومات بين البلدين، ما جعل «العلاقات وتدفّق المعلومات بين قوات الأمن المغربية والإسبانية تعطي ثمارها»، لافتاً إلى أن اللقاءات المنتظمة وتقاسم التجارب والمعلومات بين السلطات الأمنية في البلدين عززت «هذا التعاون المتميز لمواجهة التحديات المشتركة، بخاصة في مجال مكافحة الإرهاب وشبكات تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر». وتُعد زيارة زويدو الأولى له إلى الخارج بعد تعيينه وزيراً للداخلية في الحكومة الإسبانية. وأفادت مصادر مأذونة بأن الزيارة تؤشر إلى رغبة مدريد في تعزيز علاقاتها مع الرباط، والمضي في سياسة تبادل المعلومات التي أفضت إلى تفكيك خلايا إرهابية عدة تنشط بين البلدين، واعتقال متهمين بتجنيد مقاتلين للانضمام إلى «داعش». ونوهت المصادر بأن تحديات الهجرة غير الشرعية والمحاولات المتكررة لمهاجرين يتحدرون من أصول أفريقية للوصول إلى جيبي سبتة ومليلية الخاضعين للسلطة الإسبانية شمال المغرب، تجعل التعاون الأمني بين البلدين «ضرورة مشتركة». وأشاد وزير الداخلية المغربي بعد لقائه نظيره الإسباني، بالثقة القائمة بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية. وتحدث حصاد عن عمليات تنسيق وتبادل معلومات بين الطرفين «تطلبت سنة من العمل المشترك وأبانت فيها الأجهزة المغربية عن احترافية». وكانت الرباطومدريد أعلنتا تفكيك عصابة وُصِفت بالخطيرة تنشط في الإتجار بالمخدرات بين أميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا، وأفضت العملية التي تطلبت متابعة المشتبه بهم لمدة سنة ورصدهم إلى اعتقال 24 متهماً يحملون جنسيات مغربية وإسبانية وكولومبية. وأشار بيان صادر عن وزارة الداخلية المغربية، إلى أن لقاء الوزيرين الذي جرى في حضور مديري الأمن، المغربي عبداللطيف الحموشي والإسباني جيرمان لوبيز إيغليسياس، انتهى بالاتفاق على «تعزيز التعاون والتنسيق بين الوزارتين في شكل أكبر ومواصلة تضافر جهودهما سواء على الصعيد الإقليمي أو المتعدد الأطراف للمساهمة في شكل فاعل في مواجهة تنامي التهديد الإرهابي». وتطرق البيان إلى محاربة تهريب المخدرات، فعرض «الحصيلة المرضية للتعاون المشترك الذي تجسد في انخفاض ملحوظ لحركة التهريب، بخاصة بواسطة الطائرات الخفيفة عبر مضيق جبل طارق». كذلك، تضمن البيان إشادة ب «الشراكة الممتازة والمتفردة التي تشكل مرجعاً جيداً في تدبير تدفقات الهجرة، في شكل يدمج بين الأبعاد الأمنية والإنسانية والتنموية مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان».