توفي رائد الفضاء جون غلين، الأميركي الأول الذي نفذ رحلة في مدار الأرض في شباط (فبراير) العام 1962، وأكبر رائد سافر إلى الفضاء عن عمر 77 سنة في العام 1998. وقالت الكلية التي تحمل اسمه في جامعة اوهايو إن «الرمز الأميركي الذي قاده ايمانه بالواجب المدني وبالخدمة العامة جون غلين، إلى أن يخدم بلده كقائد للطائرات المقاتلة ورائد فضاء وعضو في مجلس الشيوخ عن اوهاويو، توفي الخميس في كولومبوس عن عمر يناهز 95 سنة. وعلقت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) في تغريدة نشرتها عبر حسابها على تويتر: «نشعر بالحزن لفقدان السيناتور غلين. هو بطل أميركي حقيقي». وشكلت رحلة غلين انجازاً للولايات المتحدة في مواجهة خصمها اللدود الاتحاد السوفياتي في ظل الحرب الباردة، إذ دار في مدار الأرض على مدى أربع ساعات و56 دقيقة. وكادت مهمته أن تنتهي بكارثة، فقد تعطل نظام الملاحة الآلي للمركبة «فرندشيب 7» بعد الدورة الأولى حول الأرض. وقال الرئيس باراك أوباما: «حين أقلع جون غلين من قاعدة كاب كانافيرال مدفوعاً بصاروخ أطلس في العام 1972، كان يحمل معه أحلام أمة، وحين عادت مركبته الى الارض بعد ساعات، أعاد هذا الاميركي الاول الذي دار في مدار الارض تذكيرنا بان لا حدود تقف امام الشجاعة وحب الاكتشاف». ومنح اوباما وسام الحرية الرئاسي في العام 2012، ووصفه بانه «بطل بكل ما للكلمة من معنى». 1962، انتظر جون غلين 36 سنة بعد الرحلة الاولى قبل أن ينفذ رحلته الثانية العام 1998، وكان ذلك في مهمة من تسعة أيام هدفها دراسة مظاهر الشيخوخة في ظل انعدام الجاذبية، وكان في السابعة والسبعين من العمر، ليصبح أكبر رائد في السن ينفذ مهمة فضائية، وهو ما زال يحتفظ بهذا اللقب. وولد غلين في ولاية اوهايو العام 1921، وانضم إلى سلاح الجو الأميركي، وشارك في الحرب العالمية الثانية وفي الحرب الكورية، وفي رصيده سبعة آلاف ساعة من الطيران. ومستفيداً من رصيده الشعبي الكبير، انتخب عضواً في مجلس الشيوخ عام 1974، وظل في هذا المنصب الى العام 1999. وتدهورت صحته في السنوات الاخيرة بعد عملية اجراها عام 2014 بسبب مشكلة في صمام القلب اعقبتها جلطة دماغية. وقال الرئيس المنتخب دونالد ترامب في بيان نعيه: «كان بطلاً ألهم أجيالاً من المستكشفين».