الحاجة إلى الجمعيات الخيرية تتزايد يوماً بعد آخر، إذ تقوم هذه الجمعيات بجهود مضنية لدعم ومساندة فئة الأيتام ذوي الظروف الخاصة «مجهولي الأبوين أو الأب» بصفة خاصة، وتلمس حاجاتهم من النواحي الوقائية والنمائية والتأهيلية، لتمكينهم من الإسهام بفاعلية في مجتمع المعرفة والتنمية الوطنية. تقول رئيسة مجلس إدارة جمعية «كيان» النسائية الخيرية سمها الغامدي، التي عاشت وعملت مع الأيتام على مدى ثلاثة عقود من الزمن: «تبلورت لدي فكرة إنشاء جمعية نسائية بعد أن عايشت هذه التجربة على أرض الواقع، وبالفعل تحقق ذلك الأمل من أجل دعم جهود الدولة والقيام برعايتهم، خصوصاً أن عددهم بلغ في منطقة الرياض أكثر من 3 آلاف يتيم ويتيمة داخل الأسر البديلة أو في الدور الإيوائية». وأشارت إلى أن الفكرة حظيت بدعم أكثر من 22 مشاركاً في التأسيس على رأسهم حرم أمير الرياض نورة بنت محمد، ونخبة من سيدات المجتمع ورجاله الراغبين في ترك بصمة وأثر إيجابي في حياة أولئك الأيتام، مؤكدة أن الجمعية تسعى بواسطة منظومة من البرامج الهادفة إلى استثمار الإمكانات وبناء القدرات الخاصة بالأيتام من خلال شراكات فاعلة وذات استمرارية لتحقيق أعلى مستوى من الفاعلية والتكيف المجتمعي، فيما تم تسجيل الجمعية بشكل رسمي في منطقة الرياض وهناك رغبة في توسيع الإطار مستقبلاً. وكشفت الغامدي عن أهداف الجمعية التي تتمحور حول تقديم البرامج الوقائية، بما يحقق التوعية المجتمعية للحد من تنامي المشكلة والإسهام في دعم النظرة الإيجابية تجاه الأيتام، وتحويل الأيتام إلى طاقة فاعلة في المجتمع وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وتنمية قدراتهم ورفع مستوى طموحهم، بما يحقق التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي والتنمية المستدامة لهم، فضلاً عن توفير الإرشاد النفسي والاجتماعي للأيتام ودعم قضاياهم وحل مشكلاتهم. كما تشمل أهداف الجمعية العمل على مساعدة هذه الفئة في الاندماج في المجتمع وتحقيق ذواتهم وتحفيز التميز لديهم، ومساندة القائمين على رعايتهم في البيوت الاجتماعية والأسر البديلة بما يؤهلهم للقيام بدورهم في رعاية الأيتام، بجانب تشجيع ودعم البحث العلمي بما يحقق أهداف الجمعية، وأخيراً تقويم أداء الجمعية وفق الخبرات والتجارب المحلية والعالمية. وأوضحت أن الجمعية أنجزت منذ إنشائها في رمضان 1437ه، عدداً من البرامج منها ورشة عمل للأبناء الأيتام لأخذ مرئياتهم في حاجاتهم وتطلعاتهم، وبرنامج معايدة أسرية لدار الحضانة الاجتماعية، وتسيير حملة حج لمجموعة من بنات الجمعية، فيما تعمل الجمعية حالياً على بناء الشراكات لتستطيع تقديم خدماتها وتحقق أهدافها في تمكين الأيتام. كما تعمل الجمعية أيضاً على تحقيق العديد من الأهداف المستقبلية المخطط لها من مجلس الإدارة، كالبدء في شراء الأوقاف الاستثمارية لتمكينها من الاستمرار، والشراكة مع مراكز تدريب وتأهيل معتمدة محلياً ودولياً لتقديم برامج تدريب للأيتام، واقتراح جائزة سنوية لأسرة بديلة مميزة للأيتام المميزين وفق معايير يتم وضعها، إضافة إلى برامج تيسير الزواج ودعم مشاريع الأيتام.