يشتد الصراع في منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين عندما تقام مساء اليوم أولى مواجهات ذهاب نصف نهائي البطولة، إذ يلتقي الأهلي والاتحاد على ملعب الشرائع بمكة المكرمة في مواجهة نارية تتجه إليها أنظار الشارع الرياضي عامة، وجماهير الأهلي والاتحاد على وجه الخصوص. المواجهات التنافسية لا تخضع لأي مقاييس أو اعتبارات تسبق الصافرة الأولى، ودائماً صاحب الظروف الصعبة والغيابات يتفوق على العقبات كافة، ويحقق أفضل النتائج، كما أن الأجهزة الإدارية تسعى جاهدة إلى الإعداد النفسي أكثر من الفني في المباريات التنافسية، إلى جانب رصد المكافآت الضخمة، وتشهد التدريبات الأخيرة حضوراً شرفياً كبيراً، لأجل حفز اللاعبين لتجاوز أصعب العقبات، وخصوصاً أن الجماهير لا تقبل بغير الانتصار في الصراعات الكبيرة. الأهلي صاحب الأرض في مباراة الليلة، يتطلع جاهداً إلى تحقيق الفوز ولاشيء غيره، مع الحرص على عدم ولوج أي هدف مرماه ليكون صاحب أفضلية التأهل في حال التساوي في الرصيد النقاطي، ولن يبالغ المدرب البرتغالي بيريرا في الشق الهجومي خشية استفادة الخصم من المساحات التي ستتاح في المناطق الخلفية، ودائماً تكون القوة الحقيقية للفريق الأهلاوي في تحركات البرازيلي موسورو ومصطفى بصاص ووليد باخشوين والمخضرم تيسير الجاسم في مناطق المناورة، والرباعي كلهم يجيدون المشاركة في الشق الهجومي، إلى جانب المساندة الدفاعية. الدفاعات الخضراء تعد الحلقة الأضعف في المنظومة الخضراء، إذ تسببت هفواته في مواجهات عدة إلى فقدان عدد من النقاط التي كانت تبدو في متناول اليد، في الوقت التي تعول الجماهير الشيء الكثير على المهاجم الكوري الجنوبي سوك لاستثمار الفرص التي ستتاح أمام المرمى الاتحادي، في ظل غياب البرازيلي إيريك أوليفيرا للإصابة، وربما يستعين المدرب بالمهاجم الشاب صالح الشهري في الحصة الثانية في حال تعذر الوصول إلى الشباك الاتحادية في الشوط الأول. وعلى الضفة الثانية، يرفع الاتحاد شعار التحدي سعياً للمحافظة على اللقب الذي حققه في الموسم السابق، والمدرب خالد القروني يتطلع هو الأخر إلى تحقيق إنجاز يسجل في صفحاته التدريبية بعد أن وفق قبل مواسم عدة في قيادة الفريق إلى تحقيق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وعلى رغم تأرجح مستوى الفريق الاتحادي في الموسم الجاري فإنه يملك الإمكانات الكافية لتحقيق طموحات جماهيره في ظل ازدحام الخطوط بالعناصر الشابة التي تتطلع إلى تأكيد حضورها في القائمة الصفراء، وفي معظم المواجهات تنطلق الخطورة من أقدام المهاجمين الشابين مختار فلاتة وفهد المولد، وكلاهما يجيد التحرك المثالي في المساحات المتاحة، والقدرة العالية على تسجيل الأهداف، كما أن هناك كتيبة من الوجوه الشابة تتحرك بكل حيوية في منتصف الميدان، إذ يشكل جمال باجندوح وعبدالفتاح عسيري ومحمد بوسبعان قوة هائلة على الصعيدين الدفاعي والهجومي، كما أن الظهير الأيسر محمد قاسم له مشاركات دائمة في النواحي الهجومية، وكل ما يقلق الجماهير الاتحادية تواضع قدرات متوسط الدفاع بوجود باسم المنتشري وأحمد عسيري، وحتى في حال اكتمال جاهزية المصاب حمد المنتشري لن يختلف حال الدفاع الاتحادي كثيراً، ودائماً يتحمل الحارس فواز القرني الحمل الأكبر في ظل الأخطاء المتكررة من رباعي خط الدفاع. المدرب الوطني خالد القروني يملك أسماء ذات وزن ثقيل في دكة الاحتياط قادرة على تغيير الشكل الفني للمباراة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك بوجود أحمد الفريدي وسلمان الصبياني وعبدالرحمن الغامدي، ويظل الغائب الأبرز من القائمة الصفراء الشاب معن خضري لحصوله على البطاقة الحمراء في المباراة السابقة أمام الرائد.