ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    استراتيجية الردع الوقائي    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو دهمان: لم نقدم بلادنا على حقيقتها.. واكتشفت المملكة بعد سفري
نشر في الحياة يوم 29 - 11 - 2016

{ جاء إلى الدنيا والمملكة بدأت تتشكل، ويصبح هناك وطن ممتد، هو قحطاني، اصطدم بوعد بلفور، وتبخرت معه بعض الأحلام، وجد في القرية لغة وفكراً ورجولة، ونسج من دروبها معاني حياته المقبلة. سكنته وسافر بها حيثما ارتحل.
كانت الرياض أولى محطات الدهشة له، وفي باريس وجد نفسه وعرف بلاده وأحب وطنه واكتشف المعرفة الحقيقية، واكتشف كم كنا مغيبين كثيراً عن المشهد.
تداخل الحكومة مع الدولة يشعره بضيق وحرج، ويتمنى لو تمت إعادة صياغة المنظومة السياسية عندنا، لتنطلق البلاد أسرع، يزعجه أداء السفارات في الخارج، ويستغرب كراهية العالم لنا، على رغم أننا لا نؤذي أحداً!
يرى الكاتب والروائي أحمد أبو دهمان أننا أصل كل عربي وإسلامي، لكننا لا نقدم ذلك بإبداع، ولا نتفهم ذلك كما يجب. يراهن على قدرة بعض الأصيلين من أبناء هذا الوطن على صنع شيء في وجه كل الفساد والعبث الموجود.
... فإلى نص الحوار:-
ميلادك صاحب ظهور وعد بلفور الذي أتعب المنطقة، أي الوعود والأحلام تبخرت معك؟
- للأسف ولدت زمن وعد بلفور، الذي ما زال يبدد كل أحلامنا، عشنا سنوات طويلة من الأحلام الكبيرة بعدالة اجتماعية، بحرية إنسانية، ليس هذا على صعيد المملكة فقط، بل على صعيد البشرية، وأنفقنا لهذه الأحلام أياماً وليالي وقراءات وسفراً وقصائد، كل قصيدة كتبتها، وهي لا تتجاوز خمس أو ست قصائد شعبية، كانت احتفاء بهذه الأحلام، احتفاء بتحقيقها بصيغ عدة.
ويبدو أننا كنا في حال أفضل مما نحن فيه الآن، في فترة من الفترات كتبت مقالة في صحيفة الرياض، عن أن المملكة محاطة بكم هائل من الألغام، لم تكن الألغام قريبة منا، لكننا الآن نمشي عليها، وأتمنى أن تخرج بلادنا منها بسلام، ونحن بحاجة إلى قوانين، البلد لا يمكن أن ينجو إلا بقوانين، لأنه بلا قوانين يظل كل شيء منفلتاً.
هذا الكلام نسمعه منذ زمن، نحتاج إلى قوانين، ما الذي يمنع صدورها، هل ستفتح علينا أبواب جهنم؟
- لا أعتقد أنها ستفتح علينا أبواب جهنم كما يعتقد البعض، ولكني لا أعتقد أن المجتمع أفراداً ومؤسسات على هذا المستوى من الوعي بذلك، لذلك الدولة بمفهومها الحديث هي دولة القانون الصارم، دولة المؤسسات، دولة الفرد، وليست دولة القبائل، المجتمع ما زال يعتمد على القبيلة.
عندما تكلم جمال حمدان عن الشخصية المصرية وأسسوا لها بشيء معين، هل تشعر أنت أن هناك شيئاً اسمه شخصية سعودية؟
- لا يمكن الحديث عن شيء اسمه الشخصية السعودية، نحن عندما نصعد إلى التاريخ، لا يمكن الحديث عن المملكة وحدها، المملكة جزء من تاريخ الجزيرة العربية، المملكة ليست هي الجزيرة العربية، إنما المملكة جديدة على تاريخنا، من 250 إلى 260 سنة.
لكننا أيضاً أهل تاريخ، ويمكن الحديث عن شخصية عربية بكل أبعاد الشخصية، بكل تنوعها، بكل غناها، بثقافاتها، تدري أن الشخصية العربية التي بالإمكان تأطيرها أو تحديدها بالجزيرة العربية هي شخصية تعرضت أو استقبلت كل الديانات، شخصية يهودية، شخصية مسيحية، شخصية إسلامية، شخصية وثنية قبل ذلك، وربما كانت هناك ديانات أخرى.
لدينا إرث حضاري ضخم بكل ما يعنيه الإرث، سواء مادياً أو مكتوباً، بالتأكيد يمكن الحديث عن شخصية عربية في الجزيرة العربية، ولكن الشخصية السعودية تأتي كامتداد لهذه الشخصية العربية وجزء منها.
الوطن منظومة متكاملة، البلد كلها عندما كنا طلاباً كانت جادة، بدءاً من الملك وانتهاء بأصغر مواطن.
كنا كلنا جادين، خرجنا يا عزيزي من جماعات منتجة، كنا مثل ما قلت لك كان الخباز سعودياً، النجار سعودياً، البناءون سعوديين، كنا كلنا نبني هذا الوطن، وكان كل منا يبني بطريقته الخاصة، في قريته، في مدينته، في جبله.
وكانت المعرفة هماً أساسياً بالنسبة للدولة، للسلطة نفسها، كان اسم وزير المعارف حسن آل الشيخ يرن في كل مكان في البلد، الجملة من حسن آل الشيخ أو الكلمة من حسن آل الشيخ أو مقالة أو خطبة، أو خطبة من الملك فيصل مثلاً كنا حريصين على سماعها ووعيها جيداً.
أطروحتك للدكتوراه كانت عن شروط الكتابة عندنا، ما هي هذه الشروط؟
- أهم شرط هو ألا تكتب، لأن قوانين النشر في المملكة في تلك الفترة وترجمتها طبعاً جزء من ملحقات الأطروحة تؤكد لك أن الكتابة جريمة، الكتابة في بعض صورها، وطبعاً ليس هناك إلا كتاب واحد وهو القرآن الكريم، وأي محاولة من طرف أي إنسان أن يكتب أو يؤلف كتاباً كان ينظر له على أنها منافسة مع النص المقدس.
كيف وجدت تاريخنا وأنت هناك، ولماذا لم تعد لنا؟
- كلما بحثت في مرحلة من تاريخنا اكتشفت أنها مغيبة وكأن الحديث عنها ممنوع بلا سبب ولا نص مكتوب نستند إليه.!
تاريخ هذه البلاد، يستحق البحث والدراسة لأنه فخر لنا، كنت على يقين بأن عودتي إلى الجامعة لن تكون سهلة لتخصصي في هذا التاريخ.
كنت على يقين بأنني لن أقول شيئاً مما أعرفه، لأنه بالتأكيد في اليوم الثاني سيستغنون عن خدماتي، هناك أشياء يجب الحديث عنها في تاريخنا.
مما يؤلم هو الحديث عن جاهلية نجد مثلاً ما قبل الدعوة وفي ظني بل وفي علمي أن هذا حديث خرافي ليست له صلة بالحقيقة ولا بتاريخ نجد المعرفي، والديني تحديداً.
في مدينة أشيقر مثلاً كان هناك 900 عالم، كان بإمكان النجدي أن ينتقل من مذهب إلى مذهب بمعرفة وليس نزوة، حتى إنه أصبح لمعظم العلماء في نجد نسب ديني ونسب قبلي، بعضهم اسمه أحمد بن الحسين التميمي والحنبلي ثم الشافعي.
الملك عبدالعزيز الله يرحمه عندما اعتمد المذهب الحنبلي كان لتوحيد القضاء لا أكثر ولا أقل في المملكة، ولم يكن أبداً ضد هذه المذاهب، كان في الحرم المكي خمسة أئمة، لكل مذهب إمام، يعني في الجنوب كنا شوافع، وكان لكل منطقة مذهبها الفقهي الذي تميزت به.
الحنبلية وجدت بيئتها المناسبة في نجد، المذهب الحنبلي كما يقول أستاذي - محمد أركون - لا يمكن أن ينمو إلا في بيئات فقيرة، وبالتالي عمم علينا كلنا في ما بعد، فجزء كبير مما اكتشفته عن تاريخ بلادنا لا يمكن الحديث عنه.
أنت لا يمكن أن ترى المملكة من الداخل، الحقيقة الغائبة عنا إلى الآن الآخرون يروننا أكثر مما نرى أنفسنا، ويعرفون عنا أكثر مما نعرف أنفسنا.
أنا لم أكتشف بلادي إلا عندما سافرت، تهيأت لي كل إمكانات المعرفة في باريس باللغتين العربية والفرنسية، كيف لو أني أجيد الألمانية والإنكليزية!
ما كتب عن بلادنا بالألمانية والإنكليزية أظن أن دارة الملك عبدالعزيز تصدت له، ولم تفلح كثيراً في هذا الجانب، الكتاب إما تترجمه كله أو تتركه كله، يعني لا يمكن أن تختار من الكتاب ما يليق برؤيتك للتاريخ أو بما حددت سلفاً.
ماالذي تريد الدعوة إليه؟
- الذي أود أن أدعو له هو علينا ألا نخاف من المعرفة، علينا ألا نخاف من حقيقتنا، تاريخنا عظيم، وليس فيه والله ما يخجلنا أبداً، لا الاجتماعي، ولا الديني، ولا السياسي.
هذا التاريخ يجب أن يكتب، أنت لو تقرأ مثلاً كتاب تاريخ علماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ البسام، هذا الكتاب صاعق لأن فيه إرثاً ثقافياً هائلاً لبلادنا.
أنا قرأت في باريس ستة مجلدات منه، أعطني مثقفاً سعودياً قرأه، يعني قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بخمسة قرون من ألغى هذا التاريخ؟ من قال إن نجد كانت تسكنها جاهلية؟
من تتوقع ألغى هذا التاريخ ونحن الآن في زمن الشفافية، في فترة من الفترات كنا نقول إن علي الشاعر هو سبب المشكلات في الإعلام السعودي وجاء وألغى كل ما كان يفعله محمد عبده يماني والانفتاحية التي كانت موجودة، فكان سبباً من الأسباب الموجودة في تلك الفترة، طيب إذا جئنا للأمور الأخرى، يعني فجأة كل هذا راح في يوم وليلة؟
- أولاً لا يمكن اختصار تاريخنا في علي الشاعر، وعلي الشاعر ما هو إلا جزء بسيط من منظومة متكاملة، وما كان علي الشاعر أن يتخذ هذا القرار من دون موافقة الدولة.
الدولة معنية بكل ما حدث في هذا البلد، بما فيها الصحوة، بما فيها الآن الجفوة مع الصحوة إلى حد ما، كلها قرارات قد تكون صحيحة، قد تكون خاطئة، لكن اتضح أنه كانت لبعضها آثار سلبية جداً.
في عهد الملك سعود أتمنى أن تقرأ كتاب هو - بلادنا والزيت - وهو عبارة عن مجموعة مقالات لكتاب من كل أنحاء المملكة، والله لا يمكن أن يكتب سعودي مثله اليوم.
ما كتب في تلك الفترة من الوضوح، من الشجاعة، من العمق، لا يمكن تخيله، ولكن ما الذي حدث بعده؟
حدثت أشياء لا نعرف لها سبباً، ولا أود أن أدخل في أسماء مؤسسات ومسئولين فيها.
نحن عشنا مع وزراء كبار كنا نتباهى بهم، كنا نرفعهم، كنا نرتفع معهم، الآن من هو الوزير الذي تتمنى أن تراه؟ كنا نحلم بأن نصافح غازي القصيبي، وكان يحلم بأن يصافحنا، وكان يأتي ووقف بماله وروحه إلى جانب كثير من المثقفين هو وغيره من الوزراء على من تراهن الآن؟ اليوم تحديداً والله لا أرى وزيراً أحلم بمصافحته.
هل أخطأنا في حسابات تداعيات المرحلة؟
- حدثت أشياء يبدو لي لم نحسب لها حساباً، هذه الطفرة السكانية العالية فوجئنا بنتائجها، ولم نضع أي حد لهذا الجنون، الآن لم يعد أمام المملكة من خيار سوى الإيمان بالتعددية.
هذا هو الخيار الوحيد أمامنا وأراه الأفضل للمرحلة المقبلة، وهذا نابع من منطلق عالمي لابد من طرقه بسرعة والتفاعل مع مستجداته ومتغيراته، لأن ما يحدث الآن سيؤدي إلى انفجار بشري، ما لم يتم احتواء هذا الاحتقان المخيف في أساليب ديموقراطية حديثة، وإلا فالانفجار مقبل.
المملكة عاشت فترات طويلة من التنكر لمثل هذه المعاني السياسية الحديثة، ولكن لا يمكن أن تستمر في هذا، خصوصاً مع الانفتاح على وسائل الإعلام الحديث.
كل مواطن الآن أصبح حزباً، كل مواطن أصبح رئيس تحرير، كل مواطن أصبح الآن وسيلة إعلام، فإن لم تجد كل هذه التنوعات ما يحتويها من مؤسسات المجتمع المدني، سنظل في هذا التوتر وهذا الاحتقان وهذه الاتهامات، وهذه اللغة القاتلة يمكن أن تسمع على إثر تغريدة كل الاتهامات التي ليس لها والله أي مبرر.
تحالفاتنا، حساباتنا الخارجية خاطئة، يعني الآن كل الذي تقوم به إيران وتجد من ينتصر لها في الإعلام الخارجي، نحن نفعل أقل مما تفعله إيران، هل معقولة إلى الآن نحن غير قادرين أن نوجد ناساً محبين؟
- والله هذا السؤال موجع.
قبل فترة قرأت تغريدة عن إيران لأحد المحللين السعوديين بأن إيران استطاعت استقطاب 64 ألف إعلامي في العالم، الحقيقة أن إيران عندما تستقطب، 64 ألفاً فهذا فشل لإيران، لأن بإمكانها استكتاب كل إعلاميي العالم ضد المملكة، معظم إعلاميي العالم ضد المملكة.
إيران تحركت وكان معظم الإعلاميين الأجانب ينتظرون خروج أي عدو للسعودية.
أنا عملت في باريس لمدة 30 سنة تقريباً وقد عمل معي أناس في الصحيفة، وكانوا موالين للسعودية، وأعرف أن ليست بداخلهم ذرة ولاء إلا من أجل راتب صغير.
نحن لم نقنع أحداً بمشروعنا، لأنه ليس لدينا مشروع، نحن ندافع عن أشياء ضخمة كالإسلام والسنة، ولم ندافع عن أنفسنا أصلاً، لم نقدم أنفسنا للآخر كما يجب.
نحن تحولنا إلى مجتمع عبثي بكل المعاني جاءه النفط من كل مكان لا يعرف كيف يأكل؟ لا يعرف كيف يلبس؟ وهذه حقيقة لحد كبير، صحيح لا تنطبع على الأجيال الحديثة وأنا أتباهى والله بالأجيال الحديثة.
لكننا لم نقدم بلادنا على حقيقتها وهي حقيقة عظيمة، نحن في الحقيقة أصل كل ما هو عربي وإسلامي، وهذا لم يقله أي مسؤول سعودي، وإن قالها لا يعرف ما معناها.
نحن بلد كل ذرة فيه قصيدة، وأيضاً هذه لم يقلها أي مسؤول سعودي ولم يقدمها.
بلدي قصائد، بلدي أمثال، بلدي نبل، بلدي كرم، بلدي ليس نفطاً وليس إنساناً مستهلكاً، بلدي مملوء بالمبدعين، بلدي مملوء بالآمال.
كيف يجب أن نقدم بلدنا للعالم؟
- يجب أن نقدم بلادنا بطريقة أخرى، الآن دخلنا في صراع مع العالم كله نتيجة لرهاننا على الجهل، لا يمكن للجهل أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام، تجاهلنا كل شيء.
فشلنا في أغلب ملحقياتنا التعليمية، بعض سفاراتنا فاشلة، وكل ما رأوا مبدعاً خافوا منه، بلا مبرر وكأن المثقف خطر عليهم.
سفاراتنا بلا معنى فعلاً يعني هي مجرد مكاتب خدمات للعلاقات العامة والاستقبال والخدمات الخاصة!.
انظر إلى السفارات القطرية والإيرانية خلايا نحل، خلايا ثقافة ومعارض وعلاقات بالناس، معظم ديبلوماسيينا في الشوارع المترفة بالليل.
يعود الواحد منهم وهو لم يعرف أي مثقف، لم ير أي مسرحية، لم يدخل أي مكتبة، معظمها بلوت وكبسة.
طبعاً أستثني بعض الرموز بعض الأسماء، لكن الأغلبية الساحقة لا يمكن فعلاً أن نراهن عليها لمواجهة العالم.
ملامح
- كان علي أن أثبت أنني أنا، أنني أبي، أنني أنتم.
كان عليّ أن أثبت أنني هذه البلاد، أهديت كتابي الحزام إلى عربيتي، في كل مرة كنت أحس أنني أمثلكم في نجد والحجاز، في الشرقية.
- هنا، تعلمت الكتابة والقراءة، ثمّ غادرت الرياض إلى القرية، حيث عملت فيها معلماً، قبل أن أرمي مسحاتي وأرحل.
- انتشرت روايتي الحزام في أوساط الفرنسيين، وأصبح هذا العمل يحتل الواجهات بسبب لقاء في برنامج ثقافي شهير في إحدى القنوات الفرنسية، بعد أن مكث على رفوف المكتبات مركوناً في زوايا معتمة لا يعيره أحد أي اهتمام، لأنه (في الأخير) عمل كتبه رجل عربي، بحسب قوله.
- كتب هذا العمل بعد عشرات السنين من البحث في تاريخ الجزيرة العربية، التاريخ الثقاقي الذي يجب ألا يخجل منه أحد، لأن الجزيرة إرث لكل ثقافات الدنيا، وكان إصداره عن دار «جاليمار» حدثاً كبيراً، إذ كان عصياً على أحد أبناء الجزيرة العربية أن يدخل هذه الدار.
- في الجامعة كتبت أولى قصائدي، وأتبعتها بخمس شعبية، كنت أعتقد أنني بها أستطيع التغيير, لأن الكتابة نضال، وعلمني أستاذي محمد أركون أنّ النضال المعرفي أقسى أنواع النضال.
- مشروع الحزام سرقني من الدكتوراه منحني ضماناً صحياً شاملاً في فرنسا بفعل القانون، إضافة إلى راتب تقاعدي.
- ليس لفرنسا فضل عليّ، أنا صاحب الفضل عليها، وما زلت معتزاً بكوني عربياً من هذه البلاد.
- عدت من أجلي، أنا تعبت، لم أجد في باريس وطناً.
- أنا منذ أن وصلت إلى باريس وأنا وأتسلم مكافأتي من الجامعة، ثم عملت في صحيفة الرياض لم أنقطع لحظة واحدة عن هذا البلد، سواء في عملي في الصحيفة أم في أبحاثي في السوربون، كانت كلها منصبة على البلد.
- راتبي ومكافأتي كانا يأتيانني من البلد، فلم أراهن على باريس في يوم ما وليس في إمكاني أن أراهن على باريس، ولم أقبل بباريس كمآل حتى إنه عُرضت علي الجنسية فرفضتها أكثر من مرة.
- قالوا عني «فرانكفوني» ورفضت أنا ومجموعة من الأصدقاء الذين نكتب بالفرنسية، كان لابد أن أعود!
- أتذكر أحد الباحثين الفرنسيين قال الإنسان المهاجر كالشجرة التي جذورها في السماء لا بد أن تسقط على رأسه، ومن الأفضل أن تسقط على قدميك، هذه الأشياء لا يمكن أن يحس بها إلا إنسان يعشق وطنه، بالتأكيد آذته الغربة.
- أنا لا يمكن أن أرى نفسي خارج قصائد هذا الوطن، خارج قصصه، خارج أساطيره، خارج تاريخه.
جميل الحجيلان
- أستاذ شجاع جداً كسفير شرفنا ورجل دولة، قد يقسو أحياناً على نفسه وعلى الآخرين، ولكن في اللحظات الحرجة كان هو الأشجع، كان يتكلم الفرنسية بطلاقة وبشجاعة.
حمد الجاسر
- علم من أعلام الجزيرة، ذلك الذي قال هذه الصحراء أنثى ولا بد أن تنجب!
تركي السديري
- أبو عبدالله لا أدري ماذا أقول عن هذا الرجل، رجل تبناني مبكراً، خدمني وقف إلى جانبي لم أخذله ولم يخذلني أيضاً، اتفقنا على أشياء كثيرة واختلفنا أيضاً، احترم اختلافي معه، احترم حدتي يوماً ما في باريس اتخذ قراراً على إثرها أن قال للمحاسب في مؤسسة اليمامة أي فاتورة تأتيك من أبو دهمان اصرفها من دون الرجوع لي، أحسب لأبي عبدالله أشياء كثيرة ليست بالنسبة لي فقط، ولكن للوطن أيضاً.
صالح العزاز
- الهواء الذي لا يجف ولن ينقطع، صالح العزاز سيظل رمزاً لما في هذا البلد من نقاء. لست الوحيد الذي يعتز بصالح العزاز بل كل من عرفه رجالاً ونساء، أينما ذهبت في العالم العربي أجد أمامي من يحبني لأني أحب صالح العزاز.
روجيه جارودي
- رجل لا يدري إن كان شيوعياً أو مسلماً، لم أقترب منه كثيراً!
كاترين دونوف
- شخصية ساحرة وملهمة، هي من قادتني للخطوة الأولى لكتابة الحزام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.