قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في مؤتمر صحافي في موسكو، الجمعة، إن روسيا تواصل العمل في تنفيذ مشروع مد أنابيب نقل الغاز "السيل الجنوبي". وأضاف أن تنفيذ هذا المشروع يجري على أساس الاتفاقات الحكومية الدولية الموقعة بين روسيا والدول المشاركة في المشروع، ووفقا للقانون الدولي المعمول به فإنه من غير المسموح إيقاف تنفيذ هذه الاتفاقات. وأكد الوزير الروسي أن المشروع لم يتوقف، وأن فريق العمل الذي تشكل في وقت سابق من هذا العام، بعد اجتماع مع المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة، غونتر اوتينغر، يواصل عمله، وفي الآونة الأخيرة، عقد اجتماعاً في موسكو، لافتا إلى أن موسكو تتابع التواصل بهذا الخصوص مع المفوضية الأوروبية. تصريحات وزير الطاقة الروسي جاءت ردا على دعوة البرلمان الأوروبي، أمس الخميس، لتجميد عمليات مد أنبوب الغاز "السيل الجنوبي" الذي يهدف إلى ضمان إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا من دون المرور عبر الأراضي الأوكرانية. وجاء في بيان البرلمان الأوروبي أنه يؤيد الدعوة لعدم إنشاء السيل الجنوبي، وأنه ينبغي أن تكون هناك مصادر أخرى متاحة لتوريد الطاقة إلى أوروبا. يشار إلى أن "السيل الجنوبي" يمر في قاع البحر الاسود ويلتف حول اوكرانيا لتجنب النزاعات لدى نقل الغاز ترانزيت عبر الاراضي الاوكرانية، ما ادى غالباً إلى مواجهات بين موسكو وكييف. وهو يكمل مشروع انابيب الغاز المسمى "السيل الشمالي" الذي يمر في قاع بحر البلطيق. ويرى خبراء ومحللون، منذ انطلاق المشروع، أن بتنفيذه تتعزز سيطرة روسيا على واردات الطاقة إلى أوروبا خصوصاً أنه يتزامن مع مشروع "السيل الشمالي" لتصدير الغاز إلى ألمانيا وبريطانيا وهولندا وفرنسا والدنمارك. وهو أمر أثار مخاوف أطراف أوروبية من تحكم روسيا في صادرات الغاز الطبيعي إلى القارة، قابله الروس بمنح تطمينات إلى الأوروبيين. وصرح مصدر في شركة "غاز بروم"، آنذاك، بأن لا مبرر لما يقال إن روسيا، بإنشائها أنبوبي الضخ الشمالي والجنوبي، تجعل الاتحاد الأوروبي عملياً رهينة لتوريداتها في مجال الطاقة. هما لا يهددان بأي شكل استقلال أوروبا في مجال الطاقة "بل يؤكدان التزام روسيا ضمان أمن الطاقة الأوروبي". بدأ العمل رسمياً في إنشاء "السيل الجنوبي" في 7 كانون الأول/ديسمبر 2012، ويتوقع ان يبلغ طوله 3600 كلم وان تبلغ طاقته السنوية 63 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وهو سيصل روسيا ببلغاريا عبر قاع البحر الاسود، ثم يتجه نحو أوروبا الغربية، عبر صربيا وهنغاريا وسلوفينيا. ويقوم بتنفيذ المشروع كونسورسيوم مؤلف من الشركة الروسية العملاقة "غازبروم" التي تملك 50 في المئة من الاسهم، والشركة الايطالية "إيني" 20 في المئة، والشركة الالمانية "وينتر شال" 15 في المئة، وشركة كهرباء فرنسا "اي دي أف" 15 في المئة. ومن المفترض أن تبدأ توريدات الشحنات التجارية عبر الأنبوب في الربع الأول من 2016، وأن يعمل الأنبوب بكامل طاقته في 2018.