خطت قوات مكافحة الإرهاب العراقية خطوة جديدة لعزل «داعش» داخل الموصل وفي جبهتين، بعدما أدت غارات طيران «التحالف الدولي» إلى قطع الجسور الرابطة بين جانبي المدينة، فيما صدت قوات من الجيش و «الحشد الشعبي» هجمات انتحارية على الشريط الممتد جنوب تلعفر وغربها. ودمر طيران «التحالف» مطلع الأسبوع الجسور الخمسة بين جانبي الموصل الشرقي والغربي، وتأكد تدمير أربعة منها تماماً، فيما تضاربت الأنباء حول مصير الجسر الخامس المعروف بالقديم الذي يتمتع بأهمية تراثية. وقال ضابط كبير في محور شرق الموصل ل «الحياة»، إن «الساحل الشرقي بات في حكم الساقط عسكرياً بعد قطع الإمدادات التي كان يحصل عليها مسلحو التنظيم في الجانب الشرقي عبر الجسور، حيث توجد ترسانة داعش العسكرية والبشرية». وأضاف أن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت أمس، بعد ساعات من تدمير الجسر الرابع، من دخول ثلاثة أحياء جديدة في شرق الموصل هي: الأمين والمصارف والقاهرة، بعد انسحاب مسلحي التنظيم منها»، ولفت إلى أن «الجيش بات يحكم سيطرته على 13 حياً في هذه الجبهة». وزاد أن «عناصر التنظيم انسحبوا إلى الأحياء القريبة من ضفة النهر، وهناك معلومات تؤكد انقطاع الإمدادات عنهم، ولكنهم ما زالوا قادرين على الفرار في زوارق تم إعدادها مسبقاً، لكن الأهم أن الإمدادات قطعت». وعن احتمال تأثر قوات مكافحة الإرهاب أيضاً في تدمير الجسور الخمسة، وعدم قدرتها على العبور إلى الجانب الغربي، أقرّ الضابط بأن هذه القوات لن تتمكن من العبور، لكنه أشار إلى أن «جبهة الساحل الغربي سيتم الدخول إليها من الجنوب، حيث حشود قوات مشتركة قادمة من بلدة حمام العليل». إلى ذلك، شن «داعش» هجمات مباغتة على قوات «الحشد الشعبي» المنتشرة في الشريط الجنوبي والغربي لقضاء تلعفر غرب الموصل، مستخدماً عربات مفخخة يقودها انتحاريون وقصفاً صاروخياً طاول مطار المدينة الإستراتيجي الذي سيطر عليه الحشد الأسبوع الماضي. وأوضح الناطق باسم الحشد أحمد الأسدي في بيان أمس، أن الفصائل صدت هجوماً ل «داعش» الذي كان يسعى إلى تعويض خسائره في مطار تلعفر، وأشار إلى أنه «تم قتل عدد من الإرهابيين وتدمير 11 عربة كانوا يستقلونها». وأضاف أن التنظيم «شن هجوماً آخر على المطار بقنابل الهاون بدأ بعد نصف ساعة من زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي مساء الخميس، واستمر حتى ساعات الليل وأسفر عن إصابة ثلاثة من قادة الحشد هم: شبل الزيدي وأبو حسام السهلاني وكريم الخاقاني وعدد من حراسهم. ولفت إلى أن «قوات الحشد أنجزت أربع مراحل من مهماتها في معركة الموصل شملت إقامة خطوط صد وخنادق والسيطرة على تقاطع الطرق الإستراتيجي في بلدة الحضر، والسيطرة على الطريق الرابط بين سنجار وتلعفر». وأعلنت هيئة الحشد في بيان أمس أنها بدأت «تنفيذ المرحلة الخامسة وتهدف إلى الاستعداد لتحرير مناطق في الموصل وقطع إمدادات داعش من تلعفر وسورية». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية في بغداد إن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس قرب محلات تجارية في منطقة الحسينية شمال العاصمة، أسفرت عن قتل شخص وإصابة ستة آخرين. وأضافت أن عبوة ثانية انفجرت في منطقة العبيدي (شرق) وأسفرت عن قتل شخص وإصابة خمسة.