علّق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى ما بعد عطلة عيد الشكر، عملية التعيينات التي رست أمس، على اختيار رجل الأعمال الغني ويلبور روس وزيراً للتجارة والبليونيرة بتسي ديفوس وزيرة للتعليم، فيما لاحت في الأفق حملة لحزب «الخضر» الذي أعلن جمع مقدار كاف من التمويل لإعادة فرز الأصوات في ولايات ويسكونسن وميتشيغن وبنسلفانيا، ما يهدد فوز ترامب على منافسته هيلاري كلينتون. وأعلن ترامب أمس اختيار ويلبور روس (78 سنة) لحقيبة التجارة، وهو من الأسماء التي وعد بها خلال الحملة ومعروف بمغامراته الاقتصادية ولقبه «ملك التفليسات»، إذ بنى ثروته من شراء شركات منهارة وإعادة هيكلتها وتعويمها. وروس من مؤيدي عودة صناعات تقليدية، مثل المناجم، والتي تعهد ترامب خلال حملته بإنعاشها من خلال التخلص من القيود البيئية التي فرضت الابتعاد منها. إلى ذلك، عين ترامب المرأة الثانية في حكومته، وهي بتسي ديفوس (58 سنة) التي أسند إليها حقيبة التعليم. وديفوس التي رأست الحزب الجمهوري في ميتشيغن، معروفة بقربها من المحافظين، تملك وزوجها مجموعة شركات في مجال التكنولوجيا والصناعة، كما أنها تنشط في مجال الأعمال الخيرية. وتأجلت التعيينات في ما يتعلق بحقائب الخارجية والدفاع والخزانة إلى ما بعد عطلة عيد الشكر مطلع الأسبوع المقبل. وتزايد التحفظ في أوساط المحيطين بترامب عن إمكان تعيين حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وزيراً للخارجية، بسبب انتقاداته اللاذعة للرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية ووصفه ب «المخادع» و «المحتال». وأعيد طرح اسم مستشار ترامب وصديقه رودي جولياني مرشحاً للخارجية، إضافة إلى السناتور الجمهوري بوب كوركر والسفير السابق جون بولتون. ولوحظ دور كبير لمايك بنس نائب الرئيس في المشاورات المتعلقة باختيار مرشحين للخارجية والأمن القومي، خصوصاً أنه رجح كفة نيكي هايلي مندوبة لدى الأممالمتحدة، ومايك بومبيو رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي). وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن بنس يتلقى التقارير السرية اليومية من الأجهزة الأمنية، على عكس ترامب الذي لم يتلق سوى تقريرين اثنين منذ فوزه في الانتخابات قبل ثلاثة أسابيع. ويثير الاهتمام المحدود لترامب بعمل محللي الاستخبارات، مخاوف حول قلة التزامه وخبرته بالأمن القومي أو الشؤون الدولية. وسعى فريق ترامب الانتقالي إلى تهدئة هذه المخاوف، مؤكداً أن الرئيس المنتخب مشغول بتعيين أعضاء في إدارته. في غضون ذلك، فاجأت مرشحة حزب «الخضر» في الانتخابات جيل ستاين، الوسط الأميركي بجمع تبرعات قيمتها ثلاثة ملايين دولار من أجل إعادة فرز الأصوات في ولايات ويسكونسن وميتشيغن وبنلسفانيا حيث فاز ترامب بهامش ضيق جداً على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وعزت تقارير إعادة الفرز إلى ضيق تقدم الرئيس المنتخب الذي انحصر ب9500 صوت في ميتشيغن و22500 صوت في ويسكونسن و69700 صوت في بنسلفانيا، وهذه الولايات هي التي أهدت ترامب الفوز من خلال تخطيه أصوات 270 كلية انتخابية، على رغم تقدم كلينتون بالأصوات الشعبية في كامل الولايات وبفارق مليونين ونصف مليون صوت بالإجمال. وسيقدم حزب «الخضر» طلب إعادة فرز الأصوات في ويسكونسن قبل المهلة المحددة اليوم، وفي ميتشيغن وبنسيلفانيا الأسبوع المقبل، كما أشارت الحملة، وذلك بعد تقارير لخبراء معلوماتية، عن احتمال حدوث تلاعب أو قرصنة للأجهزة الإلكترونية يوم التصويت.