حاول المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب وضع حد للخلافات بينه وكبار مسؤولي الحزب، في وقت تجتاز فيه حملته الانتخابية مرحلة صعبة. لكن ذلك لم يمنع تقليصه من 8 الى 3 نقاط فارق تخلفه عن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون وفق استطلاع للرأي أجرته «رويترز - ايبسوس»، ما يشير الى احتدام السباق إلى حد بعيد. وأيد ترامب إعادة انتخاب بول راين رئيساً لمجلس النواب، بعد أن أثار توترات شديدة بإعلانه قبل أيام انه لم يحسم قراراه في هذا الشأن. وقال على وقع تصفيق انصاره خلال تجمع انتخابي في غرين باي بولاية ويسكونسن التي يتحدر منها راين: «في اطار مهمتنا المشتركة لاستعادة عظمة اميركا، أدعم رئيس مجلس نوابنا بول راين وأؤيده. إنه إنسان جيد ورجل جيد. قد نختلف في بعض المواضيع، ولكننا نتفق على الأمور الأساسية». وتابع: «نحتاج الى الوحدة. يجب أن نفوز بالانتخابات». وسيترشح راين للحفاظ على منصبه الاثنين المقبل في الانتخابات التمهيدية في ويسكونسن، حيث يواجه محافظاً معارضاً. كذلك، أيد ترامب سناتور اريزونا، جون ماكين، وسناتورة نيوهامشر كيلي ايوت. وكلاهما مرشحان لاعادة انتخابهما في ظروف صعبة، علماً ان راين وماكين وايوت كانوا رفضوا تصريحات المرشح الجمهوري حول اهل الجندي الأميركي المسلم خضر خان الذي قتل في معركة بالعراق عام 2004. وكان راين أعلن ايضاً مطلع ايار (مايو) الماضي انه غير مستعد لدعم ترامب في سباقه الى البيت الابيض، قبل ان يعود عن هذا الموقف ويؤيد البليونير النيويوركي. وفي اطار اعلان مايكل موريل، المدير السابق بالوكالة ومساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) بين عامي 2010 و2013، كتب موريل في صحيفة «نيويورك تايمز»: «في عالم الاستخبارات نستطيع ان نقول ان فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) جند ترامب عميلاً لروسيا من دون ان يدري الأخير». ورد المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس بسخرية على المسؤول السابق ل «سي آي اي» قائلاً: «اعتقد بأنها سي آي ايه ذاتها التي قالت للرئيس ان تنظيم داعش مجموعة هواة». على صعيد آخر، انتقد ترامب المعاهدة الدفاعية بين واشنطن وطوكيو، لأنها لا ترغم اليابان على الدفاع عن الولاياتالمتحدة إذا تعرضت اراضيها لهجوم، بينما الأميركيون مضطرون للدفاع عن الارخبيل. وقال ترامب خلال مهرجان انتخابي في دي موين بولاية آيوا (وسط): «اذا تعرضنا نحن لهجوم فليس على اليابانيين ان يفعلوا شيئاً. يستطيعون البقاء في منازلهم يشاهدون التلفزيون عبر أجهزة سوني. ومنذ اشهر يهدد صاحب شعار «اميركا اولاً» بأنه سيُلغي، إذا انتخب رئيساً، الاتفاقات الدفاعية بين بلاده وحلفائها او يُعيد النظر بها. وهو جدد هذا التهديد أول من أمس، وقال: «نحن نحمي اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وآخرين، ولكن ما يدفعونه هو أبعد من ان يغطي كلفة هذه الحماية، ونحن في عصر مختلف عما كنا عليه قبل 40 سنة»، مبدياً اسفه للتصريحات التي تصدر عن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون او عن الرئيس باراك اوباما اللذين يؤكدان ان هذه المعاهدات لا تمس. معسكر كلينتون وفي تباين مع الصورة المتشائمة التي يرسمها خصمها ترامب عن الاقتصاد الأميركي، سجلت الولاياتالمتحدة زيادة تفوق ربع مليون وظيفة الشهر الماضي، محققة انتعاشاً كبيراً سيصب في مصلحة حملة هيلاري كلينتون. وصححت وزارة العمل أرقام حزيران (يونيو) لجهة زيادتها بمقدار 292 الف وظيفة في القطاعين العام والخاص بدلاً من 287 الف وظيفة أعلن عنها سابقاً، وارقام ايار التي شهدت زيادة 24 ألف وظيفة في مقابل 11 الفاً فقط وفق ارقام سابقة. وقال وزير العمل توماس بيريز إن «تقرير هذا الشهر يؤكد ان الانكماش الكبير بات فعلاً خلف امتنا. الاقتصاد استحدث وظائف لسبعين شهراً على التوالي، مسجلاً أطول فترة زيادة حتى الآن». وسعى فريق ترامب الى التخفيف من أهمية هذه الأرقام، وقال كبير مستشاريه ستيفن ميلر: «ان الانتعاش الاقتصادي المسجل هو الأضعف منذ ازمة الكساد الكبير، وهو غير مؤاتٍ للعمال». وزاد: «نقل الوظائف الى الخارج قضى على مجموعات كاملة من العمال». يجني موظفون كثيرون اليوم اقل مما كانوا يجنون عام 1970، ومداخيل الأسر تراجعت نحو ألفي دولار في عهد الرئيس باراك اوباما». ويرى خبراء أن هذه الأرقام الايجابية ستحرك التكهنات حول نيات الاحتياطي الفيديرالي الأميركي بالنسبة الى زيادة معدلات الفائدة لاحقاً هذه السنة. وحدد البنك المركزي الأميركي بين أهدافه تحقيق العمالة الكاملة. ودعا برني ساندرز المرشح السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب انصاره الى التصويت لمصلحة كلينتون. وكتب في مقال نشرته صحيفة «لوس انجليس تايمز»: «أدعم كلينتون، وجميع الذين صوتوا لي يجب ان يفعلوا ذلك». الى ذلك، لمّح رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الى رغبته في استضافة هيلاري كلينتون وليس ترامب في اجتماع قادة مجموعة السبع جنوبإيطاليا العام المقبل.