بدا المشهد متناقضاً بالكامل أمس، بين تخبط حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانقسامات داخلية وحديث إعلامي عن إمكان انسحابه في أيلول (سبتمبر)، وبين منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التي بدأت درس أسماء الحقائب الوزارية في حال فوزها في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وظهرت الخلافات الجمهورية بين المؤسسة الحزبية وترامب مجدداً إلى السطح مع نشر محطة «أي بي سي» تقريراً عن احتمال انسحاب ترامب المتراجع في استطلاعات رأي الشهر المقبل، والإفساح في المجال أمام شخصية جمهورية أخرى لخوض السباق. وردّت حملة ترامب بأن «الانسحاب غير وارد، وأن الصف الجمهوري موحد أكثر من أي وقت»، بعد جمع تبرعات ناهزت 80 مليون دولار الشهر الماضي. لكن وحدة الجمهوريين بدت هشة في الساعات الأخيرة مع رفض ترامب دعم زعيم الغالبية الجمهورية بول ريان والسناتور جون ماكين في انتخاباتهم النيابية. وأورد بيان أصدره مكتب ريان بأن «دعم ترامب غير مطلوب أصلاً»، فيما زاد الشرخ إعلان مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس مايك بنس دعمه ريان في انتخابات ويسكونسن. وأشارت شبكة «سي أن بي سي» إلى حال فوضى في حملة ترامب، وعدم إصغائه إلى مديرها بول مانفورت ومستشاريه. وأبدى مساعد لمانفورت استياء الأخير من عدم انتظام ترامب وقلة انضباطه في التجمعات الانتخابية حيث يستخدم نبرة هجومية محرضة تلاقي إعجاب اليمين لكن تؤذيه بين الأقليات والناخبين الوسطيين. واعتقل جهاز الشرطة السرية لحماية ترامب ضابطاً متقاعداً في شرطة مدينة نيويورك يدعى أنتوني شارك وفي حوزته مسدساً خارج مبنى «برج ترامب»، واتهمته المحكمة الفدرالية في مانهاتن بمقاومة ضباط الجهاز بعدما حاول تجاوز حائط بشري شكلوه لمنعه من التقدم قبل وصول موكب ترامب. وتبين لاحقاً امتلاك شارك ترخيصاً قانونياً بحمل مسدس، وأنه لم يتفوه بعبارات تهديد ضد ترامب أو أي شخص آخر يخضع لحماية الشرطة السرية، فأطلق عقب جلسة استماع في المحكمة التي أمرته بالبقاء بعيداً من «برج ترامب». وفيما تستمر عملية شد الحبال بين الجمهوريين بأمل تصحيح مسار حملة ترامب ووقف إهاناته الأقليات، تعمل الحملة الديموقراطية على مرحلة ما بعد فوز كلينتون. وأفادت صحيفة «بوليتيكو» بأن الحملة بدأت تفكر بأبرز الأسماء المحتملة لتولي حقائب وزارية في إدارة كلينتون، وبينها سيدة الأعمال والمديرة الحالية لموقع «فايسبوك» شيريل ساندبرغ التي يحتمل تعيينها وزيرة للخزانة، وتوم بيريز المرشح لمنصب وزير العدل. ومن الشخصيات المقترحة لمنصب وزير العدل ميشيل فلورنوي، أو نائب الرئيس الحالي جو بايدن الذي سيشارك كلينتون في تجمع انتخابي الأسبوع المقبل. ومن أبرز الأسماء لتولي وزارة الخارجية، المسؤولون السابقون ويندي شيرمان وويليام برنز ونيكولاس بيرنز والعقيد المتقاعد جايمس ستارفيديس. وقالت «بوليتيكو» إن كلينتون ترغب في توزيع حقائب إدارتها مناصفة بين النساء والرجال، وتميل الى تعيين جايك سليفان مستشاراً للأمن القومي، ومساعدتها شيريل ميلز مديرة لفريقها في البيت الأبيض». على صعيد آخر، رفع الشرطيان شارلتون وامبلر وأنطونيو فيليغاس، اللذان قتلا في لوس انجليس عام 2014 بالرصاص رجلاً أسود أعزل يدعى إيزيل فورد، دعوى ضد «تعرضهما لتمييز عرقي وانتقام عبر رفض رؤسائهما طلباتهما بالعودة إلى العمل بسبب عرقيهما وعرق فورد». ولم توجه بعد أي تهمة للشرطيين الموقوفين عن العمل، علماً أن فيليغاس لاتيني الأصل وامبلر من أصل آسيوي، فيما قال محامو أسرة فورد إنه كان يعاني اضطراباً عقلياً. وتشير أوراق القضية أيضاً إلى رفض طلب الشرطيين نقلهما ونيل أجر إضافي وترقيات بسبب عرقيهما. وقال ناطق باسم مكتب الادعاء في مدينة لوس أنجليس إنهم ما زالوا يراجعون القضية.