سبق عطلة عيد الشكر في الولاياتالمتحدة اليوم، ترقب لإعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيينات في مناصب الخارجية أو الدفاع تشير إلى تراجعه عن سياسات متشددة أطلقها خلال حملته، من خلال عودته عن تأييد استخدام وسائل تعذيب ضد معتقلين بالإرهاب أو التخلي عن فكرة الانسحاب من اتفاق التغير المناخي. غير أن التحول الأكبر في مواقف ترامب أتى من خلال تسميته حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي مندوبة لدى الأممالمتحدة، علماً أنها ابنة أبوين هاجرا من الهند، وانتقدت بشدة السياسات المناهضة للمسلمين واللاجئين خلال الحملة الانتخابية. وتعتبر هايلي (44 سنة)، النجمة الصاعدة في الحزب الجمهوري، أولَ سيدة يرشحها ترامب في إدارته، من دون أن تنتمي إلى السرب الذي أحاط بحملته. وعلى رغم أنها لا تملك خبرة كبيرة في السياسة الخارجية، فهي أقرب إلى المدرسة المعتدلة، وانتقدت ترامب بشدة خلال الحملة الرئاسية بعد إعلانه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي حظر هجرة المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، «إذ يتناقض ذلك مع كل ما تستند إليه الولاياتالمتحدة، وهو خطأ ومخالف للدستور». كما قالت عن ترامب إنه «كل شيء لا يرغب فيه أي حاكم في رئيس». وتعتبر ولاية كارولاينا الجنوبية إحدى الولايات التي فتحت أبوابها لاستقبال لاجئين في السنوات الماضية. وقوبل ترشيح هايلي لمنصب السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة بدلاً من سامنثا باور، والذي سيحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ، بترحيب من بعثات إسرائيل وبريطانيا وفرنسا في المنظمة الدولية. وأكد السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة داني دانون: «هايلي صديقة حقيقية لإسرائيل ومحاربة مقدامة ضد حركة المقاطعة ضد إسرائيل في ولايتها وكل الولاياتالمتحدة، لذا نرحب بها من أجل مواصلة العمل بشراكة كاملة مع أصدقائنا في البعثة الأميركية لتقوية الروابط الخاصة والقيم المشتركة بيننا». وقال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت: «نتطلع إلى العمل معها، وهي ستجلب إلى الأممالمتحدة سجلاً قوياً وحافلاً بالإنجازات من ولايتها كارولاينا الجنوبية»، معتبراً أن العلاقات الأميركية البريطانية «ستواصل السير في شكل أقوى وأقوى، وسنعمل يداً بيد في مجلس الأمن». وأعلن السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، أنه أجرى اتصالاً جيداً مع هايلي أثناء عمله السابق سفيراً لبلاده في واشنطن، مشيداً «بمهنيتها العالية وتقديرها الكبير». وزاد: «يجب أن تحارب فرنساوالولاياتالمتحدة التحديات معاً، ونحتاج أكثر من أي وقت أميركا ملتزمة الشؤون الدولية، وشراكتنا القوية ضرورية استناداً إلى قيمنا ومصالحنا المشتركة». وسئل عن مدى التزام فرنسا العمل على مبادرة إحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فرد: «التزامنا بهذه المسألة قوي جداً». وفي اجتماع موسع مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أكد ترامب انتقاله إلى موقع الوسط في سياسات خارجية حساسة. وقال إنه «غيّر رأيه في شأن تأييد تعذيب «إرهابيين» معتقلين، بعد حديثه مع الجنرال جيمس ماتيس الذي قد يتولى منصب وزير الدفاع. ونقل الرئيس المنتخب عن ماتيس قوله إن «التعذيب غير مجدٍ، بل أعطني علبة دخان ومشروباً، وسأقدم نتائج أفضل في الاستجواب». وأشار ترامب إلى أن جواب الجنرال ماتيس أعجبه. ولم يكرر ترامب أيضاً تعهده بالانسحاب من اتفاق التغيير المناخي، وقال: «سأدقق به، وأبقي عقلاً منفتحاً في شأنه». وتزامنت التغيرات في مواقف ترامب مع خضة في إحصاء أصوات الانتخابات، إثر كشف مجلة «نيويورك ماغازين» ومحطة «سي أن أن» أن ثلاثة خبراء كومبيوتر من جامعات مرموقة بينها ميتشيغن، اتصلوا بحملة المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون ونقلوا تخوفهم من إمكان حصول تلاعب في الماكينات الانتخابية الإلكترونية في ميتشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا، حيث فاز ترامب. وحض هؤلاء الخبراء حملة كلينتون على طلب إعادة فرز الأصوات في هذه الولايات.