تتوغل القوات العراقية ببطء في أحياء الموصل المكتظة، فيما تزداد الخلافات على إدارة المحافظة بعد هزيمة «داعش» بين جبهتين، يقود إحداهما المحافظ الحالي نوفل حمادي الداعي إلى بقائها موحدة تابعة لبغداد، ويتزعم الأخرى المحافظ المقال أثيل النجيفي الذي يدعو إلى إعلانها إقليماً بحماية دولية. وقال مصدر أمني إن قوات مكافحة الإرهاب التي تتولى المحور الشرقي في الموصل أوقفت هجومها «موقتاً» لاستكمال «تطهير» الأحياء التي استعادتها أخيراً، وتواجه عقبات في تقدمها إلى العمق بسبب المدنيين الذين يتخذهم تنظيم «داعش» دروعاً بشرية. ويتوقع مراقبون أن تستغرق السيطرة على الجزء الأيسر من الموصل (شرق نهر دجلة) قرابة شهرين، وأن تتوقف العمليات في اتجاه الجزء الأيمن (غرب) إلى الربيع المقبل. وقال الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة»، إن «قوة إنزال جوي أميركية، بمشاركة قوة عراقية، مكونة من 12 مروحية، نفذت الأحد عملية في قرية تابعة لقضاء البعاج (غرب الموصل)، أسفرت عن اعتقال إرهابيين»، مشيراً إلى أن «الهدف ذو أهمية إستراتيجية لوقوعه على خط إمداد داعش بين الموصل وسورية». ولم يصدر أي من القوات العراقية أو الأميركية بياناً يؤكد تنفيذ العملية. من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني مطلع بأن «الجسر الرابع في الموصل خرج من الخدمة بعد تعرضه لقصف طائرات التحالف الدولي»، لافتاً إلى أن «الجسرين الثاني والخامس كانا خرجا من الخدمة في وقت سابق، وهذا يعني أنه لم يبق غير الجسر الحديد والثالث اللذين يربطان طرفي المدينة»، مشيراً إلى أن «قطع الجسور سيصب في مصلحة القوات المتقدمة من الجانب الأيسر». وتواجه القوات العراقية عقبات كبيرة خلال تقدمها في الأحياء السكنية، فقد تم تحييد الغارات الجوية في المناطق المكتظة بالسكان. وقال قائد معركة الموصل الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، إن «قطعات الفرقة 16 حررت قرى أورطا خراب، والسلام، والعباسية، في المحور الشمالي، فيما حررت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وفوج المغاوير قريتي السلامية والحميرة، شمال ناحية النمرود الأثرية في محور الزاب الشرقي». وعلى رغم عدم التفاؤل بسرعة حسم المعركة، فإن الخلافات محتدمة بين أقطاب الموصل على مستقبل المدينة. وقال المحافظ نوفل حمادي خلال مؤتمر صحافي أمس، إنه قرر نقل مقر المحافظة من أربيل إلى رطلة (شرق) التي حررت قبل أسابيع، منتقداً ضعف المخصصات الحكومية للنازحين من مناطق القتال، ويعارض الأفكار المتداولة عن تقسيمها إلى محافظات أو تحويلها إلى إقليم، فيما يصر أثيل النجيفي على التقسيم، ورعا مؤتمراً لمكونات الموصل نهاية الأسبوع الماضي اقترح خلاله «كتابة دستور جديد للإقليم المقترح يحفظ حقوق الجميع تحت الحماية الدولية».