رأى وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في افتتاح دورة تدريبية لديبلوماسيين جدد في المعهد الوطني للإدارة، أن وزارة الخارجية «تلعب دور المعِدّ والمنفِّذ للسياسة الخارجية لمصلحة الوطن كلاً، ومن دونِها لن يُكتَبَ لأي سياسة خارجية أن تنجحَ في الحفاظ على الثوابت ومواجهة التحديات واقتناص الفرص». وشرح الثوابت، إذ إن «لبنان محصّن بدستور يحدّد هويتَنا العربية ويجسد هويةً وطنيةً عابرةً للطوائف». وقال: «التزام لبنان مبادئ القانون الدولي، نتيجة تمسكنا بقيم الإنسانية وبمبدأ يقوم على تغليب فكر السلم والسلام على منطق العنف والحروب. ولعلّ التزامنا بالقوانين الدولية هو ما يميّزنا عن نظام عنصريّ يتجاهل أبسط قواعد الإنسانية، ويحتلّ أرضنا وينتهك سيادتنا ويهدد أمننا وسلامة أبنائنا ويضطهد إخوتنا في فلسطين ويشرّدهم. ومقاومةَ الاحتلال حتى بسطِ سيادتِنا على كل أراضينا، بما في ذلك على مياهنا الإقليمية، حقّ ثابت كرّسته شرعة الأمم. أما الثابتة الأهم في نظرنا، ضرورة أن تكون السياسة الخارجية عاملَ انصهارٍ يتكفّل إبراز القاسم المشترك بين الأفرقاء السياسيين في المحافل الدولية، ليتكلّمَ لبنان بصوت واحد». ورأى أن لبنان «ينعم بموقعٍ جغرافي يتيح له أن يلعب دوراً جامعاً من خلال قدرته على احتضان المتخاصمين، الإقليميين والدوليين، ومنحِهم مساحةً للتلاقي ومدّ الجسور». وقال إن «الديبلوماسية تصبح فاعلةً عندما تقودها وزارةٌ فاعلةٌ، فيعود لها أن تبلور المواقفَ الموحَّدة والموحَّدة وطنياً، وتكون ضابطَ الإيقاع في العلاقات الدولية». وعن الموقف من الأزمة في سورية، قال: «الثوابت بالنسبة إلينا، وحدة سورية وأراضيها وبسط سيادة الدولة على كل أراضيها. واحترام سيادة الدولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. والاحتكام إلى الشعب السوري عند اختيار نظام الحكم وحكامه. الحفاظ على تعددية المجتمع وصون حقوق الأقليات الدينية والإثنية. التوصل إلى حلّ سلمي وعودة الاستقرار. أما المتغيرات التي أفرزتها الحرب في سورية والتي يجب التفاعل معها، فهي النزوح الكثيف ومخاطره الاجتماعية والديموغرافية، الإرهاب وتوسّع المنظمات الإرهابية جغرافياً، وخصوصاً انتشارها على حدودنا الشرقية، والانكماش الاقتصادي والتجاري، مع إقفال طريق الترانزيت البري عبر سورية وبسبب أجواء عدم الاستقرار في المنطقة التي لا تشجّع على الاستثمار». ودعا الى «أن نتهيّأ منذ الآن لورشة إعادة إعمار سورية، فنكون جاهزين لمواكبة جهود السوريين في نموّ سورية وازدهارها، وعلينا أن نبني منذ الآن الأرضية الملائمة لعلاقات جوار سليمة مع سورية الغد، تكون كلّ دولة رافعة للأخرى في كل المجالات». وتحدث عن كيفية متابعة الوزارة الأزمة السورية، وقال: «كانت الحكومة اعتمدت مبدأ النأي بالنفس، وبلورت الوزارة موقفاً جامعاً أبعَدَ لبنان من الأزمة من دون أن يؤدّي ذلك إلى اعتماد موقفٍ يتجاهلها، ما سمح للإدارات الرسمية بأن تخرج من سياسة انفصامية».