لندن، واشنطن، باريس، برلين - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – أفادت محطة «سكاي نيوز» الإخبارية البريطانية بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية والألمانية والأميركية أحبطت مخططاً أعدّ في باكستان لشن هجمات إرهابية متزامنة في كل من بريطانيا وفرنساوألمانيا، موضحة أن المخطط بلغ مرحلة متقدمة لكن تنفيذه لم يكن وشيكاً. وأشارت الى أن أجهزة الاستخبارات تراقب منذ فترة مخططي الهجمات المزعومة المقيمين في باكستان والمرتبطين بتنظيم «القاعدة» وربما بحركة «طالبان»، معلنة انهم أعدوا لهجمات على أهداف «اقتصادية وسهلة» تشبه تلك التي شهدتها مدينة بومباي الهندية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، حين هاجم مسلحون إسلاميون في وقت واحد أهدافاً بينها فنادق في العاصمة الاقتصادية للهند، ما أسفر عن سقوط 166 قتيلاً. ووصفت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) المخطط بأنه «الأكثر خطورة الذي أعدته القاعدة خلال السنوات الماضية، ويقف وراءه زعماء في التنظيم يمكثون في مناطق القبائل الباكستانية. ونقلت محطة «أي بي سي» الأميركية عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة لم تكشف هويته أن الولاياتالمتحدة شكلت أيضاً هدفاً محتملاً لهذا المخطط، وأن الرئيس باراك أوباما تبلغ بالتهديدات التي أعتبرت «ذات صدقية». وكشفت المحطة أن المعلومات عن مخطط الهجمات وفرها خصوصاً ألماني جرى استجوابه في شأن تورطه بالإرهاب، واعتقل أخيراً أثناء محاولته السفر الى أوروبا. ويعتقد بأنه محتجز حالياً في قاعدة باغرام الأميركية في أفغانستان. ومنذ كشف المخطط، ساعد الجيش الأميركي حلفاءه الأوروبيين في البحث عن مدبريه في باكستان ومحاولة القضاء عليهم، ما أدى بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الى تكثيف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أي» هذا الشهر غاراتها الجوية باستخدام طائرات من دون طيار على متمردين في منطقة القبائل الباكستانية. ومنذ الثالث من الشهر الجاري، قتل 118 متمرداً إسلامياً في 21 غارة شنتها طائرات استطلاع أميركية، أسفرت إحداها السبت الماضي عن مقتل الشيخ فاتح، زعيم «القاعدة» في أفغانستانوباكستان. وامتنع مسؤولون أميركيون عن التعقيب على مخططات محددة لشن هجمات في أوروبا أو مناطق أخرى، لكنهم اعترفوا بأن الغارات الجوية في باكستان تهدف الى إحباط شبكات متشددة تخطط لهجمات. وقالت وزيرة الأمن القومي الأميركية جانيت نابوليتانو خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي إن «تنامي نشاط الجماعات المتطرفة وتنوعه يشير الى ازدياد التهديدات ضد الدول الغربية بما فيها الدول الأوروبية. أما رئيس الأجهزة الأميركية لمكافحة الإرهاب مايكل ليتر فكتب في رسالة وجهها الى مجلس الشيوخ، أن «أوروبا تشكل مركز الاهتمام الرئيسي للقاعدة». وفي فرنسا، نفى مصدران مرتبطان بالاستخبارات امتلاكهما معلومات عن إحباط المخطط، علماً أن باريس حذرت أخيراً مواطنيها رسمياً من خطر وشيك، لكن ليس استناداً الى المعلومات التي أوردتها «سكاي نيوز». وأجلي أول من أمس آلاف السياح من برج إيفل في باريس بعد تحذير من وجود قنبلة اعتبر الثاني خلال أسابيع، قبل أن تعلن الشرطة عدم العثور على شيء. وفي ألمانيا، أعلنت الحكومة انها «تعلم» بمخطط «القاعدة» لمهاجمة أهداف في الغرب «على المدى الطويل»، لكنها لا تملك دليلاً على وجود خطر وشيك بحصول اعتداء إرهابي، «لذا لا يزال مستوى الإنذار الأمني على حاله». وقالت الناطقة باسم وزارة الداخلية ستيفان: «حللت الأجهزة بدقة المعلومات التي وفرتها أجهزة الاستخبارات، وذلك بالتعاون مع الشركاء الدوليين، لكن المؤشرات الحالية لا تلزم تغيير التقويم الخاص بخطورة الوضع». وتعتبر ألمانيا نفسها أحد أهداف «القاعدة» منذ سنوات. بلير والتعذيب على صعيد آخر، أفادت صحيفة «ذي غارديان» أن وثائق سرية قُدمت الى المحكمة العليا في لندن كشفت تلقي رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير تحذيراً من تعرض بريطانيين للتعذيب على أيدي أميركيين بعد أسابيع فقط على توقيفهم في أفغانستان. وأضافت أن «بلير أبدى قلقه من معاملة المحتجزين البريطانيين، بعدما شكك في البدء، وذلك في مذكرة كتبها بخط يده وردت ضمن وثيقة لوزارة الدفاع البريطانية يعود تاريخها إلى 18 كانون الثاني (يناير) 2002، عُرضت مع وثائق أخرى في إطار دعوى قضائية رفعها محتجزون سابقون في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا ضد الحكومة البريطانية وجهازي الأمن الداخلي (أم آي 5) والأمن الخارجي (أم آي 6) بتهمة التواطؤ في تعذيبهم. ويقاضي كل من بنيام محمد وبشر الراوي وجميل البنا وريتشارد بلمار وعمر دغايس ومارتن موبانغا جهازي «أم آي 5» و «أم آي 6» ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية أمام المحكمة العليا في لندن. ونسبت الصحيفة إلى بلير قوله في المذكرة إن «الحل يتمثل في معرفة كيف يجري التعامل مع المحتجين البريطانيين، على رغم أنني شككت منذ البداية في شأن مزاعم التعذيب، ويجب أن نوضح للولايات المتحدة أن أي إجراء على هذا الصعيد لن يكون مقبولاً تماماً، والتأكد بسرعة من عدم حدوثه». وأشارت «ذي غارديان» إلى أن جهازي «أم آي 5» و «أم آي 6» رفضا كشف معلومات عن تاريخ علمهما باعتقال بريطانيين ومقيمين في المملكة المتحدة قبل نقلهم الى غوانتانامو.