12 نقطة تلك التي حصدها فريق الشباب السعودي حتى الآن في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، الرقم الذي جعله في مقدم فرق القارة شرقها وغربها بعد أن عجزت عن بلوغه. بفوزه أول من أمس (الأربعاء) على كبير الأندية الإيرانية فريق الاستقلال بنتيجة هدفين في مقابل هدف أثبت الشباب علو كعبه في القارة على رغم معاناته هذا الموسم محلياً، ويؤكد أنه بات عقدة للفريق الإيراني وخصوصاً أنه أذاقه المرارة في مباراة الذهاب في طهران بعد أن أطاح به بهدف من دون رد. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتأهل بها الشباب عبر بوابة الاستقلال، إذ كان الأخير ممراً لليث قبل فوزه بكأس الكؤوس الآسيوية عام 2001، بعد أن التقى الاستقلال في دور نصف النهائي وتجاوزه بثلاثة أهداف في مقابل هدف، ليلاقي بعدها داليان الصيني ويمطر شباكه برباعية قبل أن يعلن نفسه بطلاً لتلك البطولة، كما اتخذ الشباب من الاستقلال معبراً له للتأهل لدور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا موسم 2010 بعد أن تجاوزه بالنتيجة ذاتها التي انتهت عليه مواجهة نصف النهائي (3-2). وعلى رغم المشكلات التي واجهت «شيخ الأندية» منذ مطلع الموسم الرياضي الحالي، بدءاً من خروجه الآسيوي وتغيير مدربيه وخسارته لبطولة الدوري وكأس ولي العهد، فإن الشباب استفاق أخيراً، واستطاع التأهل في بطولتين خلال أقل من أسبوع، بعد تأهله لدور نصف النهائي في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على حساب الهلال الجمعة الماضي، ليختتمها بالتأهل لدور ال16 من البطولة الآسيوية، قبل جولة من ختامها. ويحسب للمدرب التونسي عمار السويح قدرته على إعادة العزيمة إلى فريقه، وصياغة خطوطه وخصوصاً الخلفية التي بدأت متماسكة أكثر من ذي قبل، إضافة إلى اعتماده على عدد من الأسماء الشابة التي لم تر النور في الموسمين الأخيرين. ولعل الخسارة أمام الشباب ذهاباً وإياباً لم تجد الرضا من مدرب الاستقلال أمير قاليوني، بل قادته إلى أبعد من ذلك، بعد أن شكك في أحقية الفوز في المرة الثانية كما فعل بالأولى، متهماً حكام المباراتين بإهداء النتيجة إلى الشباب، وخصوصاً مباراة أول من أمس التي قادها حكم بحريني، مبرراً أنه لن يستطيع الفوز طالما أن الحكم عربي وخصمه عربي.. ورئيس الاتحاد عربي! وتتبقى للشباب مواجهة أخيرة أمام الجزيرة الإماراتي الذي ضمن بدوره التأهل لدور ال16، إلا أن الصراع يبقى على مقعد الصدارة، ويعاني الشباب من أزمة «راحة» في ظل تداخل المسابقات، إذ يخوض أربع مباريات حاسمة في ظرف 10 أيام، اثنتين في البطولة الآسيوية، وأخريين محلياً في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتفاق، إذ لا يفصل مواجهة الجزيرة في أبوظبي عن الاتفاق بالرياض سوى يومين، وهو ما قاد الشباب إلى طلب التدخل من اتحاده المحلي، إلا أن ذلك لم يجد صدى بين أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم. ولم يجد رئيس نادي الشباب خالد البلطان أفضل من رفع عقاله تقديراً لجماهيره ولاعبيه، وخصوصاً أنه يعيش أسبوعاً كروياً مميزاً، بعد تأهل فريقه في مسابقتين، إضافة إلى احتفاله مع فريق درجة الشباب في ناديه بلقب بطولة الدوري الممتاز السبت الماضي، وكأنه يبعث برسالة مفادها أن «شيخ الأندية» يمرض.. لكن لا يموت.