لن يتناول الرياضيون والمتابعون والجمهور السعودي بشكل عام بعد نهاية الجولة الثامنة من دوري "زين" للمحترفين يوم أمس، قضية أهم من مشاركة ممثلي الوطن الهلال والشباب في الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا 2010 والذي ستلعب مواجهاته مساء غد وبعد غد (الثلاثاء والأربعاء) أمام فريق ذوب آهن أصفهان الإيراني وسيونجنام الكوري الجنوبي. ويرى المتابعون أن المشاركة السعودية في البطولة الآسيوية الأهم على صعيد الأندية هي الأميز هذا الموسم بوصول فريقين إلى نصف نهائي البطولة، في ظل الأمل الكبير الذي يراود السعوديين بنهاية حقبة الإخفاقات التي طلت برأسها مطلع الألفية الجديدة. الشباب تأهل بأقل مجهود وقدم الفريقان السعوديان مستويات لافتة، أهلتهما للوصول إلى هذه المرحلة ومقارعة الفرق الشرق آسيوية التي بدا نجمها بالخبو في البطولة الحالية رغم أنها سيطرت بشكل واضح، إذ يكفي أن الفرق اليابانية والكورية حصلت على الألقاب الأربعة الأخيرة، بعد أن نال الغربيون ممثلين بالعين الإماراتي والاتحاد السعودي اللقب في النسخ الثلاث الأولى، بعد تجديد البطولة في موسم 2003. الهلال.. الحلم يقترب وظل الهلاليون يؤكدون على أن هذه البطولة ستعيد لهم حقهم المسلوب بعد أن تأهل "الزعيم" إلى كأس العالم للأندية 2003 قبل أن تلغى البطولة، ويرى مسيرو الفريق الهلالي ولاعبوه وحتى أنصاره أن انتزاع اللقب سيكمل عقد الذهب (الأزرق) بعد أن مارس الهلال هوايته وتذوق ذهب البطولات العربية والآسيوية والخليجية في السنوات الماضية. ولا أدل من تصريح مدير عام كرة القدم في الهلال وأحد أهم رموز الكرة السعودية في حقبتها الذهبية سامي الجابر، عندما قال وبصريح العبارة إن " البطولة الآسيوية تريد الهلال"، للتأكيد على أن لاعبي الهلال يدركون مسؤوليتهم تجاه فريقهم وتاريخه الذي مكنه من الحصول على لقب "نادي القرن" في القارة الصفراء. ورغم أن الهلال بدأ مشواره بنجاح باهر، بدءا من تصدر فرق المجموعة الرابعة من أمام فرق ميس كرمان الإيراني والسد القطري وأهلي دبي الإماراتي، قبل أن يعبر من بوابة بونيودكور الأوزبكي بثلاثية نظيفة أوصلته للدور ربع النهائي، وعندها اكتسح الهلال ضيفه الغرافة القطري ذهابا بثلاثية كانت قابلة للزيادة، وهو ما دفع الفريق ثمنه في نزال الإياب حين تأخر بأربعة أهداف نظيفة حتى قبل نهاية الزمن الإضافي بدقائق معدودة، قبل أن يعيد المهاجمان الدوليان ياسر القحطاني وعيسى المحياني بطاقة التأهل ل"الزعيم" من خلال هدفين أوصلا الهلال لمواجهة ذوب آهن في نصف النهائي. ولن يكون أمام الهلاليين سوى استيعاب درس الغرافة، إن أرادوا المضي قدما باتجاه اللقب الأغلى، وذلك عبر إعطاء الفرق المقابلة حقها، خصوصاً أن ذوب آهن كان قد أقصى الاتحاد السعودي من دور المجموعات، وهو أمر يكفي للاعتراف بقوة الفريق الإيراني. وإن كان الهلاليون يرون أن فريقهم يسير بشكل جيد، إلا أن ثمة انتقادات واسعة تلقاها المدرب البلجيكي أريك غيرتس، إزاء طريقته التي لعب بها في لقاء الغرافة، وغيرتس نفسه كان مثار الجدل الأبرز هذا الموسم، من خلال تعاقده مع الجامعة المغربية لقيادة "ليوث الأطلس" بعد انقضاء الاستحقاق الآسيوي، وهو ما دعا رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد للتحرك بقوة لسد هذه الفجوة بمطالبته للإعلام بالتوقف عن تناول قضية غيرتس، خصوصاً في ظل تطمينات تؤكد بقاء المدرب البلجيكي حتى نهاية الموسم. الشباب.. نهاية المغامرة بدوره سيكون الشباب أمام عقبة سيونجنام الكوري الذي يطمح هو الآخر إلى اعتلاء منصة التتويج أسوة بمواطنيه جيونبوك هيونداي وبوهانغ ستيلرز اللذين حققا البطولة موسمي2006 و 2009. وتعد هذه المشاركة هي الأفضل بالنسبة للشباب حتى إن لم يستطع الوصول إلى الدور النهائي، إذ تمكن "الليث" من اعتلاء فرق المجموعة الثالثة من أمام باختاكور الأوزبكي وسيباهان أصفهان الإيراني والعين الإماراتي، ليتأهل لمنازلة استقلال طهران الإيراني في الرياض، ومن ثم مواجهة جيونبوك هيونداي في ربع النهائي، قبل الوصول إلى نصف النهائي ومواجهة سيونجنام الكوري. وعلى رغم البداية المتعثرة والضعيفة للشباب في الموسم الجديد، وتحديداً في دوري "زين" السعودي، إلا أن الفريق استعاد هويته وتمكن من التأهل إلى نصف النهائي عبر بوابة جيونبوك، حين كسبه ذهاباً في كوريا بهدفين نظيفين، ومن ثم الخسارة بهدف في الرياض. ولا يجد الشبابيون عائقاً أمام بلوغ نهائي البطولة أكبر من غياب ثنائي الدفاع البرازيلي مارسيلو تفاريس والقائد نايف القاضي، عن مباراة ذهاب نصف النهائي يوم غد (الثلاثاء) في الرياض، في وقت سينتظر الشبابيون صلاحية ملعب سيونجنام بحسب مطالبات الاتحاد الآسيوي الذي وجه إنذاراً لمسيري الفريق الكوري، عقب الشكوى الشبابية في هذا الاتجاه. بينما ستكون أوضاع الشباب على الصعيد الفني بقيادة الأرغوياني خورخي فوساتي، أكثر من جيدة بعد أن استطاع فوساتي خلق توليفة مميزة لتمثيل الفريق، إذ يأمل فوساتي بالحصول على هذه البطولة لمواصلة نجاحاته التدريبية قبل قيادته للشباب. ويعقد الشبابيون آمالاً على ترسانة اللاعبين الدوليين الذين يملأون صفوف الفريق بداية بالحارس وليد عبد الله وأبناء عطيف وحسن معاذ وعبد الله الشهيل وناصر الشمراني، بالإضافة للاعب الوسط البرازيلي مارسيلو كماتشو، وزميله المهاجم الأرغوياني خوان أوليفيرا بالإضافة للاعب الوسط الكوري سونج جونج.